سادس عشر: اضطهاد المسلمين في تايلند
تايلاند ذات الأغلبية البوذية يشكل
المسلمون فيها 10% من إجمالي السكان الذي يبلغ عددهم (64.6) مليون نسمة، ويتركز
المسلمون في (3) ولايات في أقصى جنوب تايلاند، يمثلون الأغلبية فيها وهي: فطاني،
وسكانها من العنصر الملاوي، ويعيشون مجتمعاً تعاونياً في شتى شؤونهم، في أعيادهم، ومآتمهم،
وأعمال حصادهم، وإذا عزم أحدهم على بناء مسكن مثلاً اشترك في العمل جميع جيرانه،
بل سكان الحيّ أو القرية.
وتبلغ نسبة المسلمين في فطاني أكثر من 80%
ويبلغ عددهم 3.5 مليون نسمة، بالإضافة إلى يالا، وناراثيوات كانت لهذه الولايات
سلطة مستقلة إلى أن ضمتها بانكوك إليها منذُ قرنٍ تقريبا، ومنذ ذلك الوقت يعاني
المسلمون في تلك الولايات من الاضطهاد والتفرقة في مختلف مجالات الحياة، بما في
ذلك الوظائف، والتعليم وغيرها.
ويمكن أن يكون لماليزيا تأثير فعّال في
معالجة الاضطراب الراهن في جنوب تايلاند، في ضوء القواسم المشتركة التي تربط بينها
وبين الأغلبية المسلمة في هذه المنطقة، وفي مقدمتها الدين، الثقافة، التقاليد،
اللغة، والروابط الوثيقة للأسر على جانبي الحدود، وإن كان ذلك يتوقف أيضاً على
تحقيق أماني أهل الجنوب في إنهاء التمييز والقمع، والإهمال الذي تعرضوا له لفترة طويلة
واعترفت به الحكومة الحالية ولعل آخر – وربما ليس الأخير- حلقات العنف ضدّ مسلمي
تايلاند كان مأساة جديدة نقلتها صحيفتي (الواشنطن تايمز) و(الأسوشيتد برس) حيثُ
فوجئ مائة من مسلمي الجنوب بتايلاند أثناء تأديتهم لصلاة الفجر بقنبلة تنفجر في
المسجد، وقد وُصِف الهجوم من المتحدث الرسمي للجيش بأنه هجومٌ موجَّه من قِبل ما
لا يقلّ عن (10)أشخاص بوذيين فروا بعد ارتكاب جريمتهم في سيارة كانت تنتظرهم..
دخول الإسلام إلى تايلاند:
اتخذ الإسلام في طريق وصوله إلى هذه المنطقة
محورين هما:
- المحور الأول محور
جنوبي قدم إلى المنطقة عن طريق التجار العرب، ولهم صلة قديمة بهذه المنطقة لاسيما الحضارمة، وأسس
العرب الموانئ على سواحل فطاني في القرن الخامس الهجري، واتسع الإسلام بعد ذلك، وتذكر
بعض الروايات اسم شخصيتين عربيتين هما الشيخ أحمد والشيخ سعيد، وأقام الأول بتايلاند
ورجع الثاني وتولى الشيخ أحمد هذا عدة مناصب حكومية مهمة ولقب بأحمد الجواهرجي.
زاد انتشار الإسلام في القسم الجنوبي بتايلاند
حتى صارت الأمور بأيدي المسلمين، وزاد قدوم العرب واندماجهم بالسكان، وأسس العرب العديد
من الموانئ على ساحل القسم الجنوبي المعروف بفطاني، وتأسست دولة إسلامية مستقلة، وارتبطت
بعلاقات خارجية مع العديد من الدول. وكان هذا في بداية القرن العاشر الهجري ، وحاول
التايلنديون احتلال فطاني في سنة 917هـ ، غير أن مقاومة المسلمين بفطاني لم تجعل هذا
الاحتلال يعمر طويلاً ، فاضطر التايلنديون إلى الانسحاب ، وأعادوا الكرة مرة أخرى في سنة 1200هـ ، بعد انقضاء قرنين على
محاولتهم الأولى ، واجه المسلمون هذا بمقاومة عنيفة في سنة 1202هـ ، وأمام هذا التحدي نقل التايلنديون
العديد من المسلمين إلى العاصمة بانكوك غير أن هذا جاء بمزيد من المسلمين الذين دخلوا
الإسلام ، فلقد باشر هؤلاء الدعوة للإسلام في منطقة بانكوك ، ونتيجة سيادة الإسلام
في فطاني ، كتب المسلمون لغتهم بحروف عربية ، وأخيراً أدمجت فطاني في مملكة تايلاند
في سنة 1327هـ ، كان هذا المحور الجنوبي الذي جاء عن طريقه الإسلام إلى جنوب تايلاند.
- المحور الثاني الذي
قدم الإسلام عن طريقه إلى تايلاند محور بري جاء من الشمال من جنوب الصين من منطقة يوونان حيث انتشر الإسلام
في منطقة عريضة ، وسيطر على مساحة واسعة ، وأطلق الصينيون على المسلمين في المنطقة
المشار إليها ” الهوى ” ونشط قدوم الإسلام عن طريق هذا المحور الشمالي لاسيما في عهد
الإمبراطور ” قبلاي خان ” وقدم مع العناصر المهاجرة ، وتقدم مع توغلهم في شمالي تايلاند
، وتمركز الإسلام في بقاع شتى من وسط وشمال تايلاند ، وحصيلة هذا المحور الآن 7 ملايين
مسلم ، ويشكل المسلمون الآن خمس جماعات سلالية كبيرة في تايلاند من العرب والفرس والهنود
والصينيين والماليزيين والتايلانديين .المسلمون في تايلاند:
نشرت بواسطة: موقع السكينة.
المسلمون في تايلند:
يشكل المسلمون نحو 10 % من سكان تايلند البالغ
عددهم (63) مليون نسمة، ويتركزون في الأقاليم الجنوبية للبلاد، باتاني وبالا وناراتيوات
وساتون وسونغلا... والمسلمون عميقو الجذور في المقاطعات المذكورة التي بدأت باعتناق
الإسلام منذ القرن الثاني عشر الميلادي على أيدي التجار العرب والفرس الذين حولوا مقاطعة
باتاني إلى حلقة وصل تجارية مزدهرة جداً بين العالمين العربي والصيني.
وقد أسهم هذا الازدهار في نشوء مملكة باتاني
التي لم تلبث أن تحولت إلى سلطنة، على غرار السلطنات الإسلامية في شبه القارة الهندية
وجنوب شرق آسيا، حيث انضمت إليها بعض المقاطعات الأخرى التي تشاركها اليوم في المواجهة
مع ما يعتبرونه "الاستعمار التايلندي"، كتعبير غير مألوف في قواميس السياسة
الدولية.
فالحقيقة أن مملكة سيام (تايلند الحالية) قد
بدأت، منذ أواسط القرن السابع عشر، ببسط نفوذها تدريجياً في باتاني والمقاطعات الإسلامية
الأخرى، وصولاً إلى بدايات القرن العشرين حيث قام الإنكليز الذين كانوا يسيطرون على
ماليزيا بتوقيع اتفاق مع مملكة سيام، عام 1909، قضى بضم تلك المقاطعات إلى سيام.
يشكل المسلمون نحو 80% من سكان مقاطعة فطاني
التي ظلت دولة مسلمة مستقلة عبر عدة قرون، وقد بدأت مأساة المسلمين هناك عندما تعرّضت
دولتهم للغزو من مملكة سيام البوذية (التي عُرفت فيما بعد بتايلاند) والتي اعتبرتها
جزءاً من أراضيها، فقد عمل البوذيون منذ أواخر القرن الثاني عشر الهجري على احتلال
البلاد، كراهية لأهلها الذين دانوا بالإسلام وطمعاً في خيراتها وثرواتها.
تنكو عبدالقادر قمر الدين. |
هاجم التايلنديون فطاني مرات عديدة، وألزموا
الفطانيين بدفع الإتاوات لهم، وقد بدأت الأزمة عام 1786م حين شنّت مملكة تايلاند حملات
ضد سلطنة فطاني المسلمة، أحرقت خلالها مدينة " فطان" وقلاعها العسكرية، وأسرت
أربعة آلاف من سكانها المسلمين، وأجبرتهم على السير على الأقدام مسافة (1300) كيلو
متر، وهم مكبّلون بصورة غير إنسانية، ثم استخدمتهم تايلاند في أعمال شاقة مات فيها
الكثير منهم مثل شق القنوات.
ثم سقطت فطاني في أيديهم سنة 1832م، وفي سنة
1902م قضت تايلند نهائياً على استقلال السلطنة المسلمة بإبعاد آخر سلاطينها المسلمين
"تنكو عبد القادر قمر الدين"، وتعيين حاكم بوذي عليها، وبذلك ضمّت فطاني
إلى تايلند التي أصبحت تدّعي أنها جزء من بلادها.
انتفاضة المسلمين ضد الاحتلال التايلندي:
اندلعت انتفاضات اسلامية عديدة في الفترة الممتدة
حتى العام 1922، ولكنها لم تنجح في إزاحة النير التايلندي. وقد شهدت الفترة الممتدة
حتى بداية الحرب العالمية الثانية تصاعداً في أعمال فرض الطابع السيامي على المقاطعات
الإسلامية مشتملاً على التعليم الإلزامي للغة التاي بدلاً من اللغة الماليزية، إقفال
المدارس القرآنية، ومنع ارتداء الأزياء التقليدية.
ومع انضمام سيام إلى اليابان في الحرب، ارتفعت
وتيرة القمع ضد المسلمين الذين طالبوا، بعد هزيمة اليابان، بمعاقبة الجنرالات الذين
تعاونوا مع اليابانيين، وكذلك بضم المقاطعات الإسلامية إلى ماليزيا. ولكن الطلب لم
يلق قبولاً لا من قبل الإنكليز ولا من قبل الماليزيين، ما أدى إلى بدء مرحلة جديدة
من التطويع القسري والقمع الدموي والانتفاضات الدائمة التي تحولت، منذ العام 1970،
إلى حرب عصابات حقيقية غالباً ما كان التايلنديون يستغلون فيها ظروف الحرب الباردة
لتصوير التحرك الإسلامي على أنه تحرك من قبل الشيوعيين الحمر، وهو الأمر الذي خدم قضية
التحالف الوثيق بين تايلند الرسمية والولايات المتحدة، وهو تحالف ثمين بالنسبة لهذه
الأخيرة للوقوف في وجه المد الشيوعي الذي كان يتعاظم في فيتنام ولاوس وكمبوديا وفي
تايلند نفسها.
ومنذ بداية التسعينيات، ومع تراجع التنظيمات
الشيوعية في تايلند، ظهر الوجه الإسلامي للتحركات الثورية في جنوب البلاد، وتصاعدت
هذه التحركات حتى العام 1994، حيث بدأ الميل نحو التعايش السلمي، خصوصاً بعد تقلص الدعم
غير الرسمي الذي كانت تقدمه ماليزيا المجاورة التي لم تتردد حتى في تسليم بعض زعماء
الثوار المسلمين إلى السلطات التايلندية.
ويبدو أن حمى "الحرب على الإرهاب"
قد وصلت أيضاً إلى تايلند التي تشهد مجدداً، منذ بداية العام الحالي تصاعداً ملموساً
في الأعمال والأعمال المضادة التي سقط فيها أكثر من 400 قتيل في الفترة المذكورة. اضطهاد المسلمين في تايلند: تهديد بالعودة إلى خيارات العنف: عقيل
الشيخ حسين http://www.yemen-forum.net/
تطور مأساة المسلمين في تايلند:
أكثر من ثمانين مسلماً قتلوا الأسبوع الماضي
في تاي باك، في مقاطعة ناراتيوات، في جنوب تايلند، خلال وبعد اشتباكات مع قوى الأمن
التايلندية.
وقد مات أكثر الضحايا اختناقاً خلال نقلهم
مكدسين فوق بعضهم البعض في شاحنات رجال الشرطة التي كانت تقلهم نحو معسكرات الاعتقال.
ونقلت وكالات الإعلام وشاشات التلفزة صوراً مرعبة لرجال الأمن التايلنديين وهم يدوسون
على وجوه المعتقلين من الجنسين بجزماتهم العسكرية أو يضربونهم بأعقاب البنادق.
إدانات دولية:
المفوضة العليا لشؤون
حقوق الإنسان:
بعض جماعات المدافعين عن حقوق الإنسان أدانت
أعمال القمع التي قامت بها السلطات التايلندية ضد المسلمين، ومن تلك الجماعات المفوضة
العليا لشؤون حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة طالبت بإجراء تحقيق دقيق وسريع ومستقل،
وهو الأمر الذي وعد بتنفيذه رئيس الوزراء التايلندي تاكسين شيناواترا دون أن يحدد متى
سيبدأ التحقيق مكتفياً بالقول بأن لجنة التحقيق التي سيأمر بتشكيلها ستضم عدداً من
الأعضاء المسلمين.
وإذا كان رئيس الوزراء قد أسف للحادث دون أن
يقدم اعتذاراً بشأنه، فإن وزير خارجيته، سوراكيارت ساتيراتاي توجه إلى البلدان الإسلامية
نافياً أن تكون قوى الأمن قد لجأت إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين المسلمين.
وتأتي أعمال القمع هذه في سياق تطورات يفترض
أنها قد تميزت خلال السنوات القليلة الماضية بتوجه، من قبل الحركات الإسلامية، إلى
اعتماد أشكال العمل السلمي في المطالبة بحقوقهم، وبتوجه مواز، من قبل السلطات التايلندية،
لاحترام الحقوق اللغوية والثقافية والعبادية للأقلية المسلمة.
هيومان رايتس ووتش:
أصدرت منظمات دولية تقارير عن اضطهاد مسلمي
فطاني، كان آخرها تقرير لجماعة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية ومقرها نيويورك
دعت فيه تايلاند لبدء تحقيق فيما أسمته ضرورة "المستوى المرتفع من القوة المميتة
" في الأحداث الأخيرة حيث أكّد شهود عيان أنه كان من الممكن تسوية الأمر سلميًا،
واستسلام المهاجمين أو إجهاض الهجوم الذي علمت به قوات الأمن من جواسيس مسبقًا، ولكن
الحكومة اختارت أسلوب القوة وهدمت مسجد "كروي سي" على رؤوس المسلمين، وحشدت
فرقتين مدرعتين كاملتين في الإقليم لإرهاب المسلمين.
منظمة العفو الدولية:
يقوم الجيش التايلندي باختطاف المسلمين في
الجنوب؛ بهدف نشر الخوف بين أفراد الأقلية المسلمة. وقد اتهمت منظمة العفو الدولية
الجيش التايلاندي بانتهاج سياسة "الاختفاء القسري" بحقّ المسلمين في الولايات
الجنوبية؛ بهدف إضعاف الجماعات المسلحة، ونشر الخوف بين أفراد الأقليّة المسلمة.
وطالبت المنظمة الدولية الحكومة التايلاندية
الحالية بالعمل على نبذ هذه السياسة, ومكافحتها، والقضاء عليها. وقال براد إدامزر ـ
مدير منظمة العفو الدولية في آسيا ـ : "إن عمليات الاختفاء القسري تظهر كسياسة
تُنتهج من قِبل السلطات، وليس مجرد تجاوزات من عناصر قوات الأمن".
وحمَّل تقرير للمنظمة قوات الأمن التايلاندية
مسؤولية اختفاء العديد من المسلمين، وأكدت المنظمة أن عدد حالات الاختفاء أكبر بكثير
مما يعلن عنه، مشيرةً إلى أن العديد من الأسر تخشى بشدّة من أن تفصح عن حالات الاختفاء
الأخرى. وتقول المنظمة: إن العديد من الأشخاص المسؤولين الذين يقفون وراء عمليات تعذيب،
واختفاء مازالوا يحتفظون بمناصبهم.
مجموعة الأزمات الدولية:
ذكرت مجموعة الأزمات الدولية - التي مقرُّها
بروكسل - في تقريرٍ لها أن تقارير ذات مصداقية بشأن عمليات تعذيب, وقتل غير قضائية،
وقعت بحقّ مسلمين في الولايات الجنوبيّة.
يكفي أن حادثًا واحدًا قُتل فيه داخل حافلات
مغلقة أكثر من (80) مسلمًا بعد القبض عليهم في مظاهرة؛ احتجاجًا على اعتقال مسؤولين
محليين بدعوى دعم الجماعات المسلحة في المنطقة.
وقُتل في ذات المظاهرة سبعة مسلمين برصاص الجيش، الذي أطلق الرصاص المباشر على
الأجساد، وليس فوق الرؤوس، وكان ذلك في شهر رمضان. وتحدَّث رئيس الوزراء حينها عن الواقعة،
فقال: إن المسلمين قُتلوا بهذا الشكل؛ بسبب ضعفهم البالغ؛ لأنهم كانوا صائمين، واعتبر
ما قامت به قوات الجيش والشرطة عملًا رائعًا.
كان المسلمون في جنوب تايلاند في حالة صدمة الاحد بعد سلسلة من التفجيرات في وقت واحد تقريبا قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 63.. |
منظمة "المؤتمر
الإسلامي"
دعت منظمة "المؤتمر الإسلامي" الحكومة
التايلندية إلى وضع نهاية "لأعمال العنف الدموية" التي ترتكب ضد المسلمين
في جنوب البلاد.
وجاءت هذه الدعوة في بيان صدر عقب لقاء أكمل
الدين إحسان الأمين العام للمنظمة مع عبد الله بدوي رئيس الوزراء الماليزي، ورئيس الدورة
العاشرة لمؤتمر القمة الإسلامية العاشرة في جدة اليوم الأربعاء، وفق ما ذكرته صحيفة
"العرب أون لاين".
وعبر أكمل الدين عن "استيائه الشديد"
من استمرار الأوضاع المتردية في تايلند على الرغم من دعوات منظمة المؤتمر الإسلامي
والمجتمع الدولي إلى إنهاء الانتهاكات التي طالت المئات من المسلمين.
ودعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي
حكومة تايلند إلى إجراء تحقيق عاجل في أسباب مثل هذه الحوادث العنصرية بحق المسلمين،
مشدداً على الحاجة لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية في الجنوب المسلم بدون تمييز.
قتل منذ يناير كانون الثاني في تايلند على الأقل 420 مسلما في أعمال عنف |
بعض فصول مأساة مسلمي تايلند في العصر
الحديث:
- في يناير 2004، اندلعت اشتباكات لم تُعرف
أسبابها أدّت إلى سقوط نحو(60) قتيلاً في المناطق المسلمة الجنوبية المحاذية لماليزيا،
حيث شنت قوات الجيش التايلاندي حملة اعتقالات واسعة شملت عشرات المسلمين للاشتباه في
علاقتهم بـإرهابيين، ووضعتهم قيد الاعتقال بدون محاكمة، وهو ما أثار سخط المسلمين في
الجنوب.
- وصل الصراع بين الحكومة التايلاندية ومجاهدي
فطاني أقصاه في المواجهات التي اندلعت يوم 28 إبريل الماضي (2004م) بين قوات الأمن
التايلاندية ومسلحين مسلمين ينتمون إلى (حركة تحرير فطاني المتحدة "بولو"
) في مدينة فطاني جنوب تايلاند، والتي قتل خلالها (108) من الشباب المسلم، ولجأت قوات
الأمن التايلاندية في هذه المواجهات إلى العنف غير المبرّر تجاه الشبان المسلمين المسلحين
الذين هاجموا مراكز للشرطة بسبب الممارسات الأمنية التعسفية ضد مسلمي الإقليم، حيث
قصفت (30) منهم تحصّنوا داخل مسجد، وهدمته على أشلائهم، كتعبير عن حالة من الهلع الشديد
من جانب الحكومة البوذية تجاه تنامي دور التيار الإسلامي في هذا الإقليم الجنوبي والاستفادة
من أجواء العداء الدولي ضد المسلمين لقمع أي تمرد أو انفصال يسعى إليه مسلمو الإقليم.
كشفت جماعات حقوقية اليوم إن قوات الأمن التايلاندية اعتدت بوحشية على أحد المعتقلين المسلمين في السجون التايلاندية وضربته حتى الموت. |
- في أواخر أكتوبر (2004م)، كان آخر المواجهات
تلك المأساة التي أسفرت عن مقتل (90) مسلماً حيث أقرت الحكومة البوذية بوفاتهم اختناقًا
خلال نقلهم بشاحنات تابعة للجيش إثر اعتقالهم خارج مركز للشرطة تجّمعوا أمامه للاحتجاج
على اعتقال ستة مسؤولين محليين بتهمة دعم ما تصفه الحكومة بالجماعات المتمردة المسلحة
في المنطقة.
واعترفت الحكومة بوقوع "أخطاء" في
الطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن مع احتجاجات المسلمين في جنوبي البلاد، وتعهد رئيس
الوزراء التايلندي ثاكسين شيناواترا بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث الذي أسفر عن مقتل
هذا العدد من المسلمين بسبب الاختناق، بينما اعتقل نحو ألف آخرين.
- في 2009 تشير الاحصائيات إلى أن المواجهات
في جنوبي تايلاند والتي يتركز فيها المسلمون قد أسفرت عن سقوط (400) قتيل مسلم على
الأقل منذ مطلع العام الحالي، نتيجة قيام السلطات التايلندية باستخدام وسائل عنيفة
في الجنوب.
حملات إبادة جماعية، وتوسيع سلطات قوات الأمن، وتعهدات بسحق مسلمي جنوب تايلاند خلال أربع سنوات من قِبَل حكومة رئيس الوزراء (تاكسين شيناواترا). |
تسكين اضطهاد المسلمين بطيور من الورق:
قضى آلاف التايلنديين أوقاتهم في شهر ديسمبر
2004وهم يجمعون عشرات الملايين من طيور اللقلق المصنوعة من الورق التي أسقطتها الطائرات
على مدنهم وقراهم في جنوب تايلند، في إطار حملة نظمتها حكومة بانكوك، للتأكيد على ضرورة
السلام، واتخاذ هذه الطيور الورقية رمزا للسلام بين الأغلبية البوذية والأقلية المسلمة
في الجنوب.
وجاء قرار هذه الخطوة الرمزية بعد أسابيع فقط
على اشتباكات وقعت بين المسلمين وقوات الأمن التايلندية، أسفرت عن مقتل 500 شخص.
وجرى خلال تلك الأحداث إلقاء القبض على حوالي
3000 مسلم خلال سلسلة من العمليات ذات الطابع العسكري، وفي وقت لاحق قُتل ما لا يقل
عن 80 معتقلا مسلما داخل حافلات تابعة للشرطة، خلال نقلهم الى العاصمة بانكوك.
ولقد زادت الأوضاع سوءا بعد تصريح رئيس الوزراء
التايلندي ثاكسين شيناواترا حين زعم ان المعتقلين المسلمين توفوا نتيجة الضعف الذي
أصابهم بفعل الصيام. ولدى مقابلة هذا التعليق بالسخرية التي يستحقها، قال ثاكسين ان
الضحايا ماتوا بفعل الضعف الذي أصابهم بفعل تعاطي المخدرات، فيما جاءت حملة الحكومة
التي أسقطت خلالها طيور اللقلق الورقية، كمحاولة من جانب ثاكسين للتراجع عن سياسة من
سماتها الأساسية الغرور والجهل.
اضهاد المسلمون في تايلاند. |
والمسألة في قتل قوات الأمن التايلندية لمئات
المسلمين الشباب خلال الأسابيع القليلة الماضية، ليست من المسائل التي يمكن وببساطة
التغطية عليها، ومحاولة تخفيفها بمثل هذه الحملات. فرئيس الوزراء رفض السماح بإجراء
تحقيق مستقل في الأحداث المأساوية الأخيرة. يضاف الى ذلك ان المحافظات التي تأثرت بهذه
الأحداث، مثل باتاني ويالا وناراثيوات وساتون، لا تزال خاضعة لحالة الطوارئ، مما يعني
ان أجزاء كثيرة منها لا تزال مغلقة أمام الصحافيين الأجانب ومنظمات الإغاثة.
مخطّط محو الإسلام:
بعد الاحتلال عملت تايلند على محو الإسلام
في فطاني بالحروب الطويلة التي كان يُساق فيها الأسرى المسلمون إلى بانكوك عاصمة تايلند،
كما أكرهت الفطانيين المسلمين على دراسة الثقافة البوذية، وتعلم اللغة التاهية (لغة
تايلند)، وأمرتهم بالركوع لتماثيل بوذا التي أُقيمت في المعابد والساحات العامة.
وتمثلت أبرز مظاهر الاضطهاد التي عاشها المسلمون
هناك إلى جانب الفقر، فيما يلي:
1ـ عملت الحكومة البوذية التي فرضتها تايلند،
بعد أن أزاحت السلطان المسلم تنكو عبد القادر، على محو الطابع الإسلامي من البلاد،
بإرغام الشعب المسلم فيها على اتخاذ الأسماء والألبسة والتقاليد البوذية، واستعمال
اللغة التايلندية.
2ـ ألغت المحاكم الشرعية، ثم سمحت بعد غضب
الشعب وهياجه للقضاة المسلمين بالجلوس في المحاكم المدنية لسماع القضايا المتعلقة بالأحوال
الشخصية للمسلمين.
3ـ عملت الحكومة على توطين البوذيين في المناطق
الإسلامية، وبنت لهم أكثر من (70) مستوطنة يسكنها حوالي (180) ألف بوذي.
4 ـ حاربت المدارس الإسلامية والملايوية، وطبّقت
ما سمّته قانون الإصلاح التعليمي للمدارس الإسلامية في فطاني لإضعاف مستوى التعليم
الإسلامي، وتوجيهه في خدمة السياسة التايلندية.
5 ـ بنت القواعد العسكرية في فطاني، ولا سيما
القرى القريبة من جبال بودور مركز عمليات المجاهدين المسلمين.
6 ـ قامت بتصفية العلماء والدعاة جسدياً أو
تهديدهم وإهانتهم وتشريدهم مما اضطر فريقاً منهم إلى الهجرة واللجوء إلى ماليزيا. كما
تقوم بإحراق الأحياء الإسلامية والقتل الجماعي، ففي حادث بشع قامت القوات التايلندية
بحرق (100) شاب مسلم بالبنزين، وصرح رئيس البوليس في المنطقة بأن حياة المسلم لا تساوي
سوى (26) سنتاً فقط (ثمن الرصاصة).
7 ـ حاولت إدخال الضلالات والشبهات على تعاليم
الإسلام السمحة، بنشر التأويلات والتفسيرات المنحرفة في الكتب المقررة في المدارس الحكومية
وفي الترجمة التايلندية للقرآن الكريم، معتمدة في ذلك على بعض شيوخ القاديانية هنالك.
بانكوك وتوطين أكثر من مئة ألف بوذي في فطاني المسلمة لكي تتغير الهندسة السكانية لصالح سيام
|
8 ـ أخمدت القوات التايلندية كل ثورة للمسلمين
بالحديد والنار أو بالمكر والخديعة، فقد غضب الفطانيون لحقهم مرات عديدة، وخاضوا مع
الجيش التايلندي معارك دامية، لقي الكثير خلالها مصرعهم، وأُحرقت بيوتهم واغتصبت ممتلكاتهم
وانتهكت حرماتهم، وسُجِن الألوف منهم، بينما هام عشرات الألوف غيرهم على وجوههم لاجئين
إلى ماليزيا.
9 ـ حرمت حكومة بانكوك المسلمين من ثروات بلادهم،
كما حرمتهم المراكز الهامة والوظائف الحكومية، وكافة الحقوق التي يتمتع بها مواطنو
تايلند، وعرّضتهم لألوان الذل والقهر والاستعباد. مأساة أربعة ملايين مسلم في تايلاند: http://islamstory.com/
عنفٌ يعزز الانفصال:
هذا العنف الذي وُصف من جانب المنظمات الحقوقيّة
العالميّة، وفي تايلند ذاتها، بأنه مستوًى مريع من استخدام القوة "غير المبررة"
ضد المسلمين، سوف يولِّد موجات عنف مضادة، تعزِّز المطالب الانفصالية في الإقليم، خاصّة
وأن أقاليم مجاورة مثل ميندناو في الفلبين، تطالب بالانفصال.
مقتل 17 بسلاح الجيش البوذي في المناطق المسلمة جنوب تايلند. |
وعلى الرغم من استقلال إقليم "تيمور الشرقية"
الكاثوليكي عن إندونيسيا المسلمة بدعمٍ غربي أوروبي وأميركي، فإن المطالبة بالمثل في
جنوب تايلاند يُقابل بانتهاكات أقل ما يقال في حقها أنها جرائم حرب، مع أن هذا المطلب
له ما يؤيده في الواقع التاريخي والجغرافي، خاصة وأن فطاني والأقاليم المسلمة في الجنوب
هي تعبير عن وحدة سياسية لها طابع مستقل بشكل كامل عن تايلند. إلاّ أن سياسة الكيل
بمكيالين تجد لها موضعًا كلما كان للمسلمين مطلب، وهو أمر فيه تمييز واضح.
بناءً على هذا صرّح محللون سياسيو ن أن هذا الوضع المؤسف يقود إلى انفجار ما
يمكن أن نطلق عليه "صدامًا حضاريًّا" حقيقيًا بين المحيط الملاوي المسلم
كله، وبين المحيط البوذي الذي ينتشر في دولٍ عديدة.
ومع انضمام سيام إلى اليابان في الحرب، ارتفعت وتيرة القمع ضد المسلمين الذين طالبوا، بعد هزيمة اليابان، بمعاقبة الجنرالات الذين تعاونوا مع اليابانيين، وكذلك بضم المقاطعات الإسلامية إلى ماليزيا. ولكن الطلب لم يلق قبولاً لا من قبل الإنكليز ولا من قبل الماليزيين، ما أدى إلى بدء مرحلة جديدة من التطويع القسري والقمع الدموي والانتفاضات الدائمة التي تحولت، منذ العام 1970، إلى حرب عصابات حقيقية غالباً ما كان التايلنديون يستغلون فيها ظروف الحرب الباردة لتصوير التحرك الإسلامي على أنه تحرك من قبل الشيوعيين الحمر، وهو الأمر الذي خدم قضية التحالف الوثيق بين تايلند الرسمية والولايات المتحدة، وهو تحالف ثمين بالنسبة لهذه الأخيرة للوقوف في وجه المد الشيوعي الذي كان يتعاظم في فيتنام ولاوس وكمبوديا وفي تايلند نفسها.
ردحذفوالمسألة في قتل قوات الأمن التايلندية لمئات المسلمين الشباب خلال الأسابيع القليلة الماضية، ليست من المسائل التي يمكن وببساطة التغطية عليها، ومحاولة تخفيفها بمثل هذه الحملات. فرئيس الوزراء رفض السماح بإجراء تحقيق مستقل في الأحداث المأساوية الأخيرة. يضاف الى ذلك ان المحافظات التي تأثرت بهذه الأحداث، مثل باتاني ويالا وناراثيوات وساتون، لا تزال خاضعة لحالة الطوارئ، مما يعني ان أجزاء كثيرة منها لا تزال مغلقة أمام الصحافيين الأجانب ومنظمات الإغاثة.
ردحذف