الخميس، 25 يوليو 2013

حادي عشر: مأساة المسلمين في زنجبار




حادي عشر: مأساة المسلمين في زنجبار













كل إنسان عاقل يعرف معنى الاحتلال..وكل إنسان واع يدرك آثار الاحتلال وجرائمه..وكل إنسان متزن لن يثق بالاحتلال.. وكل إنسان عزيز يرفض مخلفات الاحتلال..وكل إنسان قوي لا يرغب عن مبادئ الحق بديلاً..ولكل احتلال نكبة ونكسة ووباء يصيب عقل الإنسان ويطمس وعيه ويهز كيانه ويذله ويضعفه.
وكل ذلك كان في زنجبار.. أرض النور الإسلامي والقرنفل والفردوس الأرضي..
من أراد أن يعرف معنى الاحتلال في زنجبار، فليفتح صفحات التاريخ فيها.. لقد كانت أرضاً ذات سيادة تعتز بدينها الإسلامي.. فحولها الاحتلال الأوروبي إلى أرض ذل وهوان..
ومن أراد أن ينظر في بشاعة الاحتلال هناك،فليقلب صفحات التاريخ، وليقرأ أحداثه المكتوبة بأحرف من دم.. لقد كانت زنجبار أرضاً تشع بنور الإسلام، فحولها الاحتلال الأوروبي إلى أرض جرداء محروقة يسودها ظلام دامس تعبث فيه وحوش وخفافيش..نعم، كانت زنجبار هويتها الإسلام، فأصبحت تائهة تبحث عن ذاتها..ولكن - بالمقابل - من أراد أن يشاهد جمال العودة إلى الدين الإسلامي والنهوض من وسط ركام الجهل والاضطهاد، فليطل على ساحة الصحوة الإسلامية في زنجبار.
ففي هذه البلاد نجد عودة الوعي نحو الشريعة، وبدأت التحركات المتزنة نحو العزة والقوة.. حيث تصحيح مسار النفس الداخلي الروحي يكون عبر العودة إلى المبادئ والثوابت الإسلامية.. والجمع بين صلاح الدين والدنيا..ولازالت المحاولات مستمرة رغم الصعوبات والحملات الشعواء الموجهة ضدهم..
فما هي قصة زنجبار وما هي أحداثها وما ظروف المسلمين فيها؟.

الموقع الجغرافي:
هي مجموعة من الجزر يبلغ عددها حوالي 52 جزيرة، أكبرها جزيرتا (زنجبار) و(بمبا)..وتقع زنجبار شرق أفريقيا على المحيط الهندي، وتبعد عن تنزانيا (تنجانيقا سابقاً) 36 كم. وكان اسمها (بَر الزنج)، ثم صار اسمها (زنجبار). ويبلغ عدد سكانها حوالي مليون نسمة، 98% منهم مسلمون، والبقية مسيحيون وهندوس.
وأصول المسلمين - بالإضافة إلى الأصل الأفريقي - تعود إلى عمان وفارس والهند وباكستان.
وهي الآن جزء من الجمهورية الاتحادية التي تسمى - حالياً - تنزانيا بعد أن احتلتها تنجانيقا في 12 يناير 1964م. وتم تغيير الاسم إلى تنزانيا الذي يتكون من الأحرف الأولى لـ(زنجبار) و(تنجانيقا).

الإسلام في زنجبار
تقول الكاتبة إفتكار البنداري – في موقع وكالة الأنباء الإسلامية – كانت زنجبار أرضاً مسلمة منذ القرن الأول الهجري، حكمها العرب العمانيون قرابة ألف عام، وما زال الحنين بين أهل سلطنة عمان وأهل زنجبار قائماً؛ فكثير من عائلات الطرفين جذورها في أرض الآخر.
وقد تم ضم الجزيرة - قسراً - مع منطقة تنجانيقا عام 1964م ليتم تشكيل ما يسمى الآن بدولة تنزانيا. ولكن الآثار العمرانية الاقتصادية والإسلامية في زنجبار ما زالت شاهدة على الأخوة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ بين الأرضين العمانية والزنجبارية كما يشهد جهل الكثير من أبناء الإسلام بتاريخ ومكان الجزيرة على التشرذم بين أراضى الإسلام.
لقد تشرفت زنجبار بنور الإسلام عن طريق الهجرات العربية والشيرازية إلى شرق القارة الأفريقية في نهاية القرن الأول الهجري في عهد الدولة الأموية،وذلك أن قام الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان بمحاولة ضم عمان إلى الدولة الأموية وكان يحكم عمان آنذاك الأخوان سليمان وسعيد ابنا الجلندى. وقد امتنعا عن الحَجاج، فأرسل إلى عُمان جيشاً كبيراً لا حول لهما به فآثرا السلامة، وخرجا بمن تبعهما من قومهما إلى (بر الزنج) شرق أفريقيا.

السلطان جمشيد بن عبدالله البوسعيدي آخر سلاطين زنجبار

وقد استدل المؤرخون على ضوء هذه الحقيقة التاريخية على أن الوجود العربي في زنجبار سبق ظهور الإسلام؛ لأن رحيل حاكما عمان إليها بعددهما وعتادهما لا بد أن يستند إلى وجود سابق له يأمنان فيه على حياتهما وأموالهما وذويهما وقبل ذلك على دينهما.
وبعد هذه الهجرة التي قام بها حاكما عمان بدأ الوجود العماني في الجزيرة يتوطد أكثر وأكثر حتى أصبح ولاة زنجبار وجزرها تابعين لحكم أئمة عمان إلى أن جاء عهد السلطان سعيد بن سلطان بن الإمام احمد البوسعيدى الذي فتح لزنجبار صفحة ناصعة في التاريخ بما أولاها من اهتمام غير مسبوق.
استمرت عمان مركزاً لإدارة المملكة البوسعيدية حتى جاء عام 1818م حيث وجه السلطان سعيد بن سلطان ابن الإمام احمد البوسعيدى همته إلى شرق أفريقيا، فسافر إليها بأسطول ضخم واتخذها عاصمة له
 
مرحلةالاضطهاد
على الرغم مما حققه السلطان سعيد بن سلطان في تقدم وازدهار زنجبار وإعلاء شأنها فيما حولها من بلدان إلا أنه زرع بذور ضياع هذه الجزيرة الغنية الجميلة من يد العرب والحكم الإسلامي دون أن يدرى.
وذلك أن السلطان - وكان قد اطمأن إلى حكمه في شرق أفريقيا - وافق على التعاون مع عدد من الدول الغربية، ومنها أمريكا وبريطانيا معه، خاصة في المجال التجاري حيث سارعت هذه الدول إلى التقرب إليه بالهدايا والمشاريع والسلاح.
وكان لبريطانيا النصيب الأكبر في السيطرة على اقتصاد الجزيرة أوصلهم إلى السيطرة على أمورها سياسياً بل ورفع علمهم عليها عام 1843م في ظل حكمه.
الإبادة الشاملة التي اتبعها النصارى ضد المسلمين في جزيرة زنجبار وقتلوا 20 ألف مسلم في يومين فقط عام 1964م لمجرد أنهم مسلمون؟

وفى 19 أكتوبر من عام 1856م توفى السلطان سعيد على متن الباخرة فيكتوريا، ودفن في زنجبار فوقع الخلاف بين أولاده على الحكم وبعد تقسيمه كانت الجزيرة من نصيب يرعش بن سعيد. وذلك بعد أن تدخلت بريطانيا – بوسائل الخداع - في تقسيم المُلك بزعم فض الخلاف بين الإخوة؛ مما أسفر عن انفصال زنجبار عن المملكة البوسعيدية بعمان، ولكن بشكل غير تام حينئذ.
وفى عهد السلطان على بن سعيد أعلنت بريطانيا الوصاية (الاحتلال) على الجزيرة.
واستمرت هذه الوصاية حوالي 70 عاماً وعندما أرادت الانسحاب قامت - كعادتها في زرع الفتن- بترتيب خطة تستطيع بها البقاء الفعلي بعد خروجها ظاهرياً. فكانت المؤامرة التي دبرته للإطاحة التامة بالحكم الإسلامي العربي والذي تم عام 1964م.
قبل 9 سنوات من إعلان الاستقلال الرسمي الوهمي الخادع بدأت بريطانيا في تنفيذ سياستها (فرق تسد)، فعمدت إلى بذر الصراع العرقي بين المسلمين هناك. حيث سعت إلى تكوين حزبين سياسيين يفرقان بين المسلمين من أصل عربي والمسلمين من أصل أفريقي وشيرازي تمهيداً لحرب أهلية تطيح بالعرب المسلمين وحكمهم. وهذان الحزبان تشكلا كالآتي:
- (حزب زنجبار الوطني): وتشكل سنة 1955م على أساس عضوية مفتوحة لكل الأهالي.
- (الحزب الأفروشيرازي): ويضم الإفريقيين والشيرازيين في جبهة واحدة بزعامة الطاغوت عبيد كرومي، وكان لسيده القس جوليوس نيريرى حاكم تنجانيقا دوراً في ذلك.
- وظهر بعد ذلك في الحلبة حزب الشعب بزعامة محمد شامت.
وجرت انتخابات فاز فيها الحزب الوطني.

المؤامرة الصهيونية على زنجبار
حينما استقلّت زنجبار وقفت في وجه التغلغل الصهيوني في أفريقيا، وخالفت بذلك نهج جيرانها من دول أفريقيا الشرقية، وعلى رأسهم القسّيس نيريري حاكم تنجانيقا. واتّضح موقف زنجبار الصريح المؤيّد لقضية فلسطين يوم رفضت حكومتها استقبال جولدامئير – التي أصبحت رئيسة وزراء الصهاينة – عندما كانت تزور دول أفريقيا الشرقية، لإقامة علاقات دبلوماسية مع البلاد التي تقع على الطريق البحري إلى فلسطين؛ لتأمين الملاحة الصهيونية.
وعند ذلك شرع اليهود في تدبير مؤامرة للقضاء على زنجبار، فاهتدوا إلى أحد عملائهم – وهو عبيد كرومي – وكلّفوه بالتعاون مع نيريري للقضاء على هذه الدولة الفتية.
 مذبحة 1964م وطمس الهوية الإسلامية

وفي عام 1964م وبالتحديد في شهر يناير كشف الحزب الأفروشيرازي عن حقيقته البشعة - والتي لم تكن تمثل كل المسلمين الإفريقيين والشيرازيين كشعب بل يمثل أقلية فاسدة منهم - ذلك أن قام بثورة مسلحة في غفلة من نظام الحكم ومن الشعب عبر مكيدة، وعلى النحو التالي:
- الاستيلاء على سفينة أسلحة جزائرية تسمى (ابن خلدون) ذاهبة إلى موزنبيق عبر 600 قارب صيد تم استقدامهم سراً من تنجانيقا المجاورة لتوفير السلاح.
- قام رئيس شرطة زنجبار البريطاني بتسريح الضباط المسلمين العرب وإخفاء مفاتيح السلاح حتى ينقطع السلاح عن أيدي المسلمين العرب.
- نظم الحزب الأفروشيرازي مظاهرات بقيادة الطاغية كرومى، وتم توجيهها إلى قصر السلطان جمشيد بن عبد الله خليفة وقد لجأ السلطان إلى سفينة بريطانية حملته إلى بريطانيا (دولة الاحتلال السابقة).
ودبّر كرومي – العنصري الحاقد على العرب والمسلمين – بمساعدة نيريري عملية ذبح للمسلمين هناك، حيث استأجر مرتزقة من الكونغو للقيام بعملية القتل. وتمّ قتل أكثر من عشرين ألف مسلم في يوم واحد. واستولى كرومي على السلطة، وأخذ يقلّد مصطفى كمال أتاتورك في إزالة الصبغة الإسلامية عن زنجبار، ثم قام بضم زنجبار إلى تنجانيقا، وصارت دولة جديدة اسمها (تنزانيا) برئاسة القسّيس نيريري.
وترك نيريري لخادمه كرومي مطلق الحريّة في زنجبار لإذلال المسلمين هناك، وتحويلهم إلى الماركسية بعد أن استحال تحويلهم إلى النصرانية عن طريق المبشرين.

وبالنظر إلى الأسباب التي رسمت هذه المأساة، نجد أن أنها تعود إلى دوافع خارجية عدائية تنصيرية، عملت على إثارة النعرة العنصرية بين المسلمين، خاصة بعد أن أشاع الاستعمار بين الأفارقة أن العرب كانوا من تجار الرقيق، في تجاهل للاتفاقية التي وقعها السلطان سعيد بن سلطان مع بريطانيا لإلغاء هذه التجارة التي كان يقوم عليها الغزو الغربي، ومطامع دول الجوار.
ومن بين هذه الخطط
-   النشاط التنصيري مما جعل كثير من كبار الساسة من تلاميذه.
- مطامع دول الجوار وخاصة كينيا وتنجانيقا في ضم زنجبار إليها واستقطاعها من حكم الدول العمانية ويؤكد ذلك دور تنجانيقا في تسليح من قاموا بالمذبحة.
- رغبة الدول الغربية في تقويض الإسلام في زنجبار؛ لأنها كانت بوابة أفريقيا الشرقية ومنها دخل الإسلام لأغلب الدول الأفريقية الشرقية والوسطي.
هذا إلى جانب الأسباب داخلية المتمثلة بأخطاء سلطان زنجبار في سياسة حكمه للطوائف حيث فتح باب التنصير دون رقابة فتغلغل وشوه تاريخ العرب. وتوثيق العائلة الحاكمة لعلاقاتها ببريطانيا منذ عهد السلطان سعيد بين سلطان؛ مما أثار سخط المسلمين الأفارقة وشعورهم بأن العرب هم من جلب الاحتلال إلى بلادهم، وهذا ما استغله الاحتلال البريطاني في إثارة الفتنة العرقية بين مسلمي زنجبار.

واقع مسلمي زنجبار
بعد أن سادت الهوية الإسلامية في زنجبار بدأت الحركات التنصيرية تتغلغل فيها، حتى إن عدد الكنائس بلغ كنيسة لكل مائة نصراني.
بل وانتشرت الكتب النصرانية والإنجيل مترجمة باللغات المحلية انتشاراً واسعاً بحيث تصل إلى أيادي المسلمين الذين يفتقرون إلى العلم الديني وفهم القرآن بعد أن سادت اللغة السواحلية مقابل محو اللغة العربية. ووصل الأمر إلى حد إجبار المسلمات على الزواج من النصارى؛ وبذلك يتمكنون من سلخ المجتمع عن دينه والقضاء على الروح الإسلامية في مجتمع زنجبار.
ورغم أن الأغلبية المسلمة فإن زنجبار تقع تحت حكم مسيحي شامل، يعانون المسلمون في ظلماته القمع والاضطهاد.ومحرومون من الوصول إلى صنع القرار، فنسبة المسلمين في مراكز صنع القرار لا تتعدى الـ 5%؛ وبالتالي فإن عباد الصليب يتحكمون بالمسلمين. وما يحق لهم وما لا يحق بل إن التحيز للنصارى واضح جداً فالوظائف الحكومية استحالت غالبيتها إلى النصارى وحرم الشباب المسلم من فرص التعليم والمنح الدراسية والحياة الأكاديمية التي يتمتع بها النصارى بلا حدود. ومن المحزن أنه تم في عام 2001م تعيين وزير نصراني لرئاسة الوزارة الخاصة بالشؤون الدستورية وهى المخولة بإدارة الإفتاء والأوقاف والمحاكم الإسلامية في زنجبار‍.
وإن كانت النصرانية قد ارتدت قناعاً يغطي نواياها الحقيقية في مواجهة الإسلام في كثير من البلاد إلا أنها في تنزانيا تبدو واضحة جلية فمن سلسة الأحداث التي تشهد على حملة التنصير وهضم حقوق المسلمين اعتقال الشيخ الإمام محمد الخامس في منتصف شهر أغسطس 2001م بتهمة الإساءة إلى المسيح - عليه السلام -؛ وذلك لأنه نفى أن يكون المسيح إلهاً. ورغم أنه قد قال ذلك في مسجد يحيط به المسلمون إلا أن ذلك اعتبر "انتقاصاً من مقام سيدنا عيسى عليه السلام".
ولكن هذا لم يثنِ المسلمين في زنجبار عن التعلق بالإسلام والإقبال على تعلم أحكامه واللغة العربية رغم ما يواجهونه من تحديات..وأصبح المسلمون يعتمدون على الجهود الذاتية لا على الدولة في دعم وتدبير شؤونهم وخاصة الدينية والدعوية بسبب علمانية الحكومة.
وقد قامت ثورة قادها الشباب الزنجباري احتجاجاً على مساعي الحكومة التنزانية لتغيير الملامح الإسلامية في الجزيرة فقتل بعضهم بالرصاص وسجن البعض الآخر..ويطالب الشعب الزنجباري بالاستقلال وإعادة الحكم والوظائف القيادية إلى مسلميه وتطبيق الشريعة الإسلامية.

مطالب المسلمين في زنجبار:
تواجه الصحوة الإسلامية في "زنجبار" العديد من المصاعب، أهمها: الفقر، وحملات التنصير، وتنازع بعض الفرق الإباضية والشيعية.
وفي خضم هذه الظروف والأوضاع المتشابكة، طرحت الأوساط الإسلامية في "زنجبار" جملة من المطالب ترى أن تلبيتها ضرورية لإحداث أي تطور إيجابي للأوضاع العامة، والعلاقات بين الطوائف الأخرى في البلاد، وأهم تلك المطالب:
- تداول رئاسة الدولة بين المسلمين والنصارى.
- مراعاة المساواة في توزيع الحقائب الوزارية بين المسلمين والنصارى.
- جعل يوم الجمعة عطلة أسبوعية رسمية بدلاً من الأحد.
- منح الأئمة والعلماء المسلمين حقوقاً سياسية متساوية مثل نظرائهم من رجال الدين النصراني، للتمثيل والترشيح في البرلمان والمجالس المحلية.
- إيقاف استغلال المناصب الحكومية؛ لممارسة الضغوط والاضطهاد على الشباب المسلم في المؤسسات التعليمية والأكاديميات العليا.
- فتح المجال أمام الشباب المسلم - كغيره - في الحصول على منح دراسية في العلوم الحديثة.(

وفي النهاية لماذا يُفعل هكذا  بالمسلمين في زنجبار؟!













المصادر:
- الموسوعة الجغرافية للعالم الإسلامي- الجزء العاشر.  
- وكالة الأنباء الإسلامية.
- مجلة (المجتمع)- العدد 1841- 28/2/2009م.   
- موقع (طريق الإسلام).  
- موقع (رسالة الإسلام).
- http://www.alukah.net/world_muslims/0/5495/#ixzz2aBGW67GQ
- منتديات عهد الأصحاب

الاثنين، 15 يوليو 2013

عاشرا: اضطهاد المسلمين في بورما



عاشرا: اضطهاد المسلمين في بورما




يعيش المسلمون في بورما أشد محنة يتعرضون لها في تاريخهم حيث تشن ضدهم حرب إبادة عنيفة من قبل جماعات بوذية متطرفة راح ضحيتها عدد كبير لا يمكن إحصاؤه بدقة.
ويقول الناشط البورمي محمد نصر: إن مسلمي إقليم أراكان في دولة بورما، يتعرضون حالياً لأبشع حملة إبادة من قبل جماعة 'الماغ' البوذية المتطرفة، مشيراً إلى أن عدد القتلى لا يمكن إحصاؤه.
وأضاف: إن الجماعات الراديكالية البوذية المناصرة لـ'الماغ' تنتشر في أماكن تواجد المسلمين في بورما بعد إعلان بعض الكهنة البوذيين الحرب المقدسة ضد المسلمين.
وأشار إلى أن مسلمي إقليم أراكان يتنقلون في ساعات الصباح الأولى فقط وبعدها يلجؤون إلى مخابئ لا تتوفر فيها أي من مستلزمات الحماية، خوفاً من الهجمات التي وصفها بأنها الأشد في تاريخ استهداف المسلمين في بورما.
وأوضح أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة 'لن يصلونا قبل أن نموت جميعا فالوقت ينفد'. 

وفي عام 1942 تعرض المسلمون في بورما لمذبحة كبرى على يد البوذيين الماغ، راح ضحيتها أكثر من مئة ألف مسلم وشرد مئات الآلاف.
ويبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة منهم 15% مسلمين، يتركز نصفهم في إقليم أراكان، الذى يتواجد فيه الأغلبية المسلمة.
وأعادت الأحداث الدامية الأخيرة التي تعرض لها المسلمون في إقليم أراكان المسلم في بورما مآسي الاضطهاد والقتل والتشريد التي كابدها أبناء ذلك الإقليم المسلم منذ 60 عاماً على يد الجماعة البوذية الدينية المتطرفة (الماغ) بدعم ومباركة من الأنظمة البوذية الدكتاتورية في بورما. حيث أذاقوا المسلمين الويلات وأبادوا أبنائهم وهجروهم قسراً من أرضهم وديارهم وسط غيابٍ تام للإعلام أن ذاك إلا في القليل النادر.
ويعيش مسلمو ولاية آراكان الواقعة في غرب بورما أوضاعا مأساوية، بعدما تحولت المواجهات التي يشهدها الإقليم إلى حرب شاملة ضد المسلمين في بورما, فقبل عدة أيام قتل عشرة من دعاة بورما المسلمين لدى عودتهم من العمرة على يد مجموعات بوذية, قامت بضربهم حتى الموت وذلك بعدما اتهمتهم الغوغاء ظلما بالوقوف وراء مقتل شابة بوذية.

ومنذ ذلك الحين تجوب مجموعات مسلحة بالسكاكين وعصي الخيزران المسنونة العديد من مناطق وبلدات ولاية أراكان, تقتل كل من يواجهها من المسلمين وتحرق وتدمر مئات المنازل، وخاصة في منطقة 'مونغاناو' في شمال الولاية، إضافة لمدينة 'سيتوي' عاصمة ولاية آراكان.
وتعتبر ولاية أراكان (والتي هي عبارة عن شريط ترابي ضيق يقع على خليج البنغال) همزة الوصل بين آسيا المسلمة والهندوسية وآسيا البوذية، حيث يكاد يكون من شبه المستحيل التعايش بين أغلبية بوذية 'الراخين' وأقلية مسلمة مضطهدة 'روهينج ياس '.
كما تعتبر الأقلية المسلمة في بورما بحسب الأمم المتحدة أكثر الأقليات في العالم اضطهادا ومعاناة وتعرضا للظلم الممنهج من الأنظمة المتعاقبة في بورما.
بوذيو بورمــــا يتدربون على استخدام الأسلحة لذبح المسلمين .. !.
جذور المأساة:
يبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة, منهم 15% مسلمون, حيث يتركز نصفُهم في إقليم أراكان ـ ذي الأغلبية المسلمة.
وقد وصل الإسلام إلى أراكان في القرن السابع الميلادي, وأصبحت أراكان دولة مسلمة مستقلة, حتى قام باحتلالها الملك البوذي البورمي (بوداباي)، في عام 1784م وضم الإقليم إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة, وعاث في الأرض فساداً فدمر كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة.
ومنذ تلك الحقبة, والمسلمون يتعرضون لكافة أنواع التضييق التنكيل والإبادة, ففي عام 1942م تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين الماغ بعد حصولهم على الأسلحة والإمداد من قِبَل البوذيين البورمان والمستعمرين وغيرهم, راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم, أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وشردت مئات الآلاف خارج الوطن، ومن شدة قسوتها وفظاعتها لا يزال الناس ـ وخاصة كبار السن ـ يذكرون مآسيها حتى الآن.
كما تعرض المسلمون للطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن بين أعوام 1962م و1991م حيث طرد قرابة المليون ونصف المليون مسلم إلى بنغلادش في أوضاع قاسية جداً.
طفل يبحث عن حليب امه بعد ان قتلت في بورما.
ولا يزال مسلمو أراكان يتعرضون في كل حين لكل أنواع الظلم والاضطهاد من القتل والتهجير والتشريد والتضييق الاقتصادي والثقافي ومصادرة أراضيهم، بل مصادرة مواطنتهم بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الدين واللغة والشكل وذلك لإذلالهم وإبقائهم ضعفها فقراء وإجبارهم على الرحيل من ديارهم.
طفل مسلم من بورما يحتضن اخته لحمايتها من عدوان البوذيين.
بداية المأساة الجديدة
مع حلول الديمقراطية في ميانمار (بورما) حصلت ولاية أراكان ذات الأغلبية الماغية على 36 مقعداً في البرلمان، أعطي منها 43 مقعداً للبوذيين الماغين و3مقاعد فقط للمسلمين, ولكن وبالرغم هذه المشاركة من المسلمين الروهنجيين لم تعترف الحكومة الديمقراطية التي ما زالت في قبضة العسكريين الفاشيين بالعرقية الروهنجية إلى الآن رغم المطالبات الدولية المستمرة.
وقبل انفجار الأزمة في 18/7/1433هـ الموافق 8/6/2012م بأيام, أعلنت الحكومة الميانمارية البورمية بأنها ستمنح بطاقة المواطنة للروهنجيين في أراكان فكان هذا الإعلان بالنسبة للماغين بمثابة صفعة على وجوههم, فهم يدركون تماماً معنى ذلك وتأثيره على نتائج التصويت – في ظل الحكومة الجمهورية الوليدة – ويعرفون أن هذا القرار من شأنه أن يؤثر في انتشار الإسلام في أراكان, حيث أن الماغين يحلمون بأن تكون أراكان منطقة خاصة بهم لا يسكنها غيرهم.
بدأ الماغيون بعد ذلك يخططون لإحداث أي فوضى في صفوف المسلمين، ليكون ذلك مبرراً لهم لتغيير موقف الحكومة تجاه المسلمين الروهنجيين فيصوروهم على أنهم إرهابيون ودخلاء، ويتوقف قرار الاعتراف بهم أو يتم تأجيله, وأيضاً لخلق فرصة لإبادة الشعب الروهنجي المسلم مع غياب الإعلام الخارجي كلياً، وسيطرة الماغين على مقاليد الأمور في ولاية أراكان. 
البداية المفبركة:
عمد الماغيون في بلدة تاس ونجوك البوذية التي يندر وجود المسلمين فيها، والواقعة في الطريق المؤدي إلى العاصمة رانغون برصد تحركات المسلمين، فاتجهت -قدراً- حافلة تقل مجموعة من العلماء والدعاة المسلمين منهم من عاصمة بورما 'رانغون' ومن عاصمة ولاية أراكان 'إكياب - سيتوي' وحين وصلوا إلى البلدة المذكورة هاجمهم مجموعة من الماغيين البوذيين وأمسكوا بهم. فوقعت المأساة والمذبحة البشعة فاجتمع على ضربهم وقتلهم قرابة الـ 466 من الماغيين الحاقدين في صورة تنعدم عندها كل معاني الإنسانية.
والمتأمل لصور شهداء المذبحة يدرك تماماً أن هؤلاء الدعاة– رحمهم الله - تم ربط أيديهم وأرجلهم, ثم انهال الجميع بضربهم ضرباً مبرحاً بالعصي على وجوههم ورؤوسهم. فلا ترى إلا وجوهاً محتقنة بالدماء والنزيف الداخلي للدماغ والوجه واضح جدا. وقد فقئت أعينهم وكسرت جماجمهم وخرجت أدمغتهم .. وسحبت ألسنتهم فلا يعلم إلا الله كم عانوا من الألم قبل أن تخرج أرواحهم ..
التبرير الساذج للمذبحة:
وحتى يثير الماغيون الفتنة, ويخلقوا موقفاً للتبرير جريمتهم ادعوا أنهم فعلوا ذلك انتقاماً لمقتل فتاة بوذية زعموا أن أحد المسلمين اغتصابها وقتلها, مع العلم بأن حادثة الفتاة - إن صدقوا فيها - فقد حصلت في بلدة يندر فيها وجود المسلمون . كما أن هؤلاء الدعاة ليسوا من تلك البلدة وإنما كانوا مارين بها إضافة إلى أنهم مواطنون أصليون من العاصمة رانغون وليسوا من مقاطعات أراكان ويتكلمون لغة الماغ بطلاقة وهم من كبار السن وقد علاهم الشيب وغطت وجوههم اللحى.
موقف الحكومة:
وبالطبع كان موقف الحكومة مخجلاً ومتواطئاً مع البوذيين ضد المسلمين, حيث قامت بالقبض على 4 من المسلمين بدعوى الاشتباه بهم في قضية الفتاة, وتركوا الـ466 الذين شاركوا في قتل هؤلاء الأبرياء, مما يوضح بجلاء أن القضية ليست قضية فتاة إنما هي دعوى ترويجية لإحداث الفوضى وإبادة المسلمين بمباركة من الحكومة وإعادة ما حصل قبل ستة عقود.
تطورات القضية:
وفي يوم الجمعة 19/7/1433هـ الموافق 3/6/2012م يوم اندلاع الثورة أحاط الجيش والشرطة البوذية بشوارع المسلمين تحسباً لأي عملية مظاهرات وشغب في أراكان وبالتحديد في (مانغدو) ومنعوا المصلين من الخروج دفعةً واحدة, وأثناء خروجهم قاموا الرهبان البوذيين الماغ برمي الحجارة على المسلمين حتى أصيب عدد منهم, فثار المسلمون وقاموا بردة فعل, وقد احتقنت النفوس على قتل الدعاة العشرة وضياع حقوقهم طيلة العقود الماضية, فقاموا بأعمال شغب، وهذه الفرصة التي كان ينتظرها 'الماغ' ليردوا عليها بإبادة شعب طال تخطيطهم لها, وبعدها تدخل الجيش والتزم المسلمون بالتهدئة ورجعوا لمنازلهم وتم فرض حظر التجول على الطرفين فتمت محاصرة أحياء الروهنجيين المسلمين حصاراً محكماً من قبل الشرطة البوذية الماغية.
وفي المقابل ترك الحبل على الغارب للماغ البوذيين يعيثون في الأرض الفساد, ويزحفون على قرى ومنازل المسلمين بالسواطير والسيوف والسكاكين, فبدأت حملة الإبادة المنظمة ضد المسلمين والتي شارك فيها حتى كبار السن والنساء, أما المسلمون العزل فكل ما كان يحملونه عند ثورتهم بعد الجمعة مجرد عصي وأخشاب لدى بعضهم, وهكذا بدأ القتل في المسلمين وحرق أحياء وقرى كاملة للمسلمين بمرأى من الشرطة الماغية البوذية وأمام صمت الحكومة التي اكتفت ببعض النداءات لتهدئة الأوضاع.
تهجير المسلمين من أكياب/ سيتوي:
ومما يدل أيضاً على أن المسألة هي مسألة تطهير عرقي وإبادة جماعية للروهنجيين المسلمين, ما قام به البوذيون الماغيون حيث استغلوا فرض حظر التجول في المناطق ذات الأغلبية المسلمة وضمنوا عدم استطاعة زحفهم تجاه عاصمة أراكان إكياب - وهي مدينة بعيدة عن تجمع المسلمين مثل: مانغدو وراثيدونغ وغيرها- فقاموا بحرق أحيائهم بالكامل, وبدأ النزوح الجماعي للمسلمين من إكياب ومانغدو بعد أن احترقت منازلهم وصاروا يهيمون على وجوههم في كل مكان, بأجساد عارية ليس عليها إلا خرق بالية, وبدأ تهجيرهم وطردهم والدفع بهم في عرض البحر على سفن متهالكة بلا طعام ولا شراب, وهكذا بدأت رحلة المجهول على قوارب الموت مسلمين أمرهم إلى الله وقد علت أصواتهم بالاستغاثة والإلتجاء من الله ,وبحت أصواتهم وأصوات أطفالهم ونسائهم بالبكاء, وقد انتهى مصيرهم بالوصول إلى الدول المتاخمة وهم في حالة بين الحياة والموت والكثير منهم قد فارق الحياة.
وعلى الرغم من مناقشة قضية الأراكانيين الروهنجيين من قبل الأمم المتحدة ومنظمة آسيان, ومنظمة المؤتمرالإسلامي منذ عقدين؛ إلا أن شيءً لم يتغير ، بل ازداد سوءً. ففي ظل سكوت العالم اليوم عن هذه القضية كما سكت بالأمس فإن البوذيين لن يتوانوا عن إعادة مسلسل جرائهم من جديد الذي بدؤوه قبل 60 عاماً حين أيقنوا أن العالم في سبات عميق تجاه ما يقترفونه في حق المسلمين في إقليم أراكان , من أبشع صور القتل والتعذيب والتهجير وحرق للمنازل والأحياء على من فيها.(1)
بالله عليكم لماذا يُقتل المسلمون هكذا؟! لماذا؟! لماذا؟!












 


 


 
 
 
 
 
 
 
 
 
















































































إضافة تسمية توضيحية



























































































(1) مجازر وحرب إبادة ضد المسلمين في بورما: الأهالي نت- وكالات