الخميس، 26 يونيو 2014

سادس عشر: اضطهاد المسلمين في تايلند

سادس عشر: اضطهاد المسلمين في تايلند


تايلاند ذات الأغلبية البوذية يشكل المسلمون فيها 10% من إجمالي السكان الذي يبلغ عددهم (64.6) مليون نسمة، ويتركز المسلمون في (3) ولايات في أقصى جنوب تايلاند، يمثلون الأغلبية فيها وهي: فطاني، وسكانها من العنصر الملاوي، ويعيشون مجتمعاً تعاونياً في شتى شؤونهم، في أعيادهم، ومآتمهم، وأعمال حصادهم، وإذا عزم أحدهم على بناء مسكن مثلاً اشترك في العمل جميع جيرانه، بل سكان الحيّ أو القرية.
وتبلغ نسبة المسلمين في فطاني أكثر من 80% ويبلغ عددهم 3.5 مليون نسمة، بالإضافة إلى يالا، وناراثيوات كانت لهذه الولايات سلطة مستقلة إلى أن ضمتها بانكوك إليها منذُ قرنٍ تقريبا، ومنذ ذلك الوقت يعاني المسلمون في تلك الولايات من الاضطهاد والتفرقة في مختلف مجالات الحياة، بما في ذلك الوظائف، والتعليم وغيرها.

ويمكن أن يكون لماليزيا تأثير فعّال في معالجة الاضطراب الراهن في جنوب تايلاند، في ضوء القواسم المشتركة التي تربط بينها وبين الأغلبية المسلمة في هذه المنطقة، وفي مقدمتها الدين، الثقافة، التقاليد، اللغة، والروابط الوثيقة للأسر على جانبي الحدود، وإن كان ذلك يتوقف أيضاً على تحقيق أماني أهل الجنوب في إنهاء التمييز والقمع، والإهمال الذي تعرضوا له لفترة طويلة واعترفت به الحكومة الحالية ولعل آخر – وربما ليس الأخير- حلقات العنف ضدّ مسلمي تايلاند كان مأساة جديدة نقلتها صحيفتي (الواشنطن تايمز) و(الأسوشيتد برس) حيثُ فوجئ مائة من مسلمي الجنوب بتايلاند أثناء تأديتهم لصلاة الفجر بقنبلة تنفجر في المسجد، وقد وُصِف الهجوم من المتحدث الرسمي للجيش بأنه هجومٌ موجَّه من قِبل ما لا يقلّ عن (10)أشخاص بوذيين فروا بعد ارتكاب جريمتهم في سيارة كانت تنتظرهم..

دخول الإسلام إلى تايلاند:
اتخذ الإسلام في طريق وصوله إلى هذه المنطقة محورين هما:
- المحور الأول محور جنوبي قدم إلى المنطقة عن طريق التجار العرب، ولهم صلة قديمة بهذه المنطقة لاسيما الحضارمة، وأسس العرب الموانئ على سواحل فطاني في القرن الخامس الهجري، واتسع الإسلام بعد ذلك، وتذكر بعض الروايات اسم شخصيتين عربيتين هما الشيخ أحمد والشيخ سعيد، وأقام الأول بتايلاند ورجع الثاني وتولى الشيخ أحمد هذا عدة مناصب حكومية مهمة ولقب بأحمد الجواهرجي.

زاد انتشار الإسلام في القسم الجنوبي بتايلاند حتى صارت الأمور بأيدي المسلمين، وزاد قدوم العرب واندماجهم بالسكان، وأسس العرب العديد من الموانئ على ساحل القسم الجنوبي المعروف بفطاني، وتأسست دولة إسلامية مستقلة، وارتبطت بعلاقات خارجية مع العديد من الدول. وكان هذا في بداية القرن العاشر الهجري ، وحاول التايلنديون احتلال فطاني في سنة 917هـ ، غير أن مقاومة المسلمين بفطاني لم تجعل هذا الاحتلال يعمر طويلاً ، فاضطر التايلنديون إلى الانسحاب ، وأعادوا الكرة  مرة أخرى في سنة 1200هـ ، بعد انقضاء قرنين على محاولتهم الأولى ، واجه المسلمون هذا بمقاومة عنيفة  في سنة 1202هـ ، وأمام هذا التحدي نقل التايلنديون العديد من المسلمين إلى العاصمة بانكوك غير أن هذا جاء بمزيد من المسلمين الذين دخلوا الإسلام ، فلقد باشر هؤلاء الدعوة للإسلام في منطقة بانكوك ، ونتيجة سيادة الإسلام في فطاني ، كتب المسلمون لغتهم بحروف عربية ، وأخيراً أدمجت فطاني في مملكة تايلاند في سنة 1327هـ ، كان هذا المحور الجنوبي الذي جاء عن طريقه الإسلام إلى جنوب تايلاند.

- المحور الثاني الذي قدم الإسلام عن طريقه إلى تايلاند محور بري جاء من الشمال من جنوب الصين من منطقة يوونان حيث انتشر الإسلام في منطقة عريضة ، وسيطر على مساحة واسعة ، وأطلق الصينيون على المسلمين في المنطقة المشار إليها ” الهوى ” ونشط قدوم الإسلام عن طريق هذا المحور الشمالي لاسيما في عهد الإمبراطور ” قبلاي خان ” وقدم مع العناصر المهاجرة ، وتقدم مع توغلهم في شمالي تايلاند ، وتمركز الإسلام في بقاع شتى من وسط وشمال تايلاند ، وحصيلة هذا المحور الآن 7 ملايين مسلم ، ويشكل المسلمون الآن خمس جماعات سلالية كبيرة في تايلاند من العرب والفرس والهنود والصينيين والماليزيين والتايلانديين .المسلمون في تايلاند: نشرت بواسطة: موقع السكينة.

المسلمون في تايلند:
يشكل المسلمون نحو 10 % من سكان تايلند البالغ عددهم (63) مليون نسمة، ويتركزون في الأقاليم الجنوبية للبلاد، باتاني وبالا وناراتيوات وساتون وسونغلا... والمسلمون عميقو الجذور في المقاطعات المذكورة التي بدأت باعتناق الإسلام منذ القرن الثاني عشر الميلادي على أيدي التجار العرب والفرس الذين حولوا مقاطعة باتاني إلى حلقة وصل تجارية مزدهرة جداً بين العالمين العربي والصيني.
وقد أسهم هذا الازدهار في نشوء مملكة باتاني التي لم تلبث أن تحولت إلى سلطنة، على غرار السلطنات الإسلامية في شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا، حيث انضمت إليها بعض المقاطعات الأخرى التي تشاركها اليوم في المواجهة مع ما يعتبرونه "الاستعمار التايلندي"، كتعبير غير مألوف في قواميس السياسة الدولية.
فالحقيقة أن مملكة سيام (تايلند الحالية) قد بدأت، منذ أواسط القرن السابع عشر، ببسط نفوذها تدريجياً في باتاني والمقاطعات الإسلامية الأخرى، وصولاً إلى بدايات القرن العشرين حيث قام الإنكليز الذين كانوا يسيطرون على ماليزيا بتوقيع اتفاق مع مملكة سيام، عام 1909، قضى بضم تلك المقاطعات إلى سيام.

يشكل المسلمون نحو 80% من سكان مقاطعة فطاني التي ظلت دولة مسلمة مستقلة عبر عدة قرون، وقد بدأت مأساة المسلمين هناك عندما تعرّضت دولتهم للغزو من مملكة سيام البوذية (التي عُرفت فيما بعد بتايلاند) والتي اعتبرتها جزءاً من أراضيها، فقد عمل البوذيون منذ أواخر القرن الثاني عشر الهجري على احتلال البلاد، كراهية لأهلها الذين دانوا بالإسلام وطمعاً في خيراتها وثرواتها.
تنكو عبدالقادر قمر الدين.

هاجم التايلنديون فطاني مرات عديدة، وألزموا الفطانيين بدفع الإتاوات لهم، وقد بدأت الأزمة عام 1786م حين شنّت مملكة تايلاند حملات ضد سلطنة فطاني المسلمة، أحرقت خلالها مدينة " فطان" وقلاعها العسكرية، وأسرت أربعة آلاف من سكانها المسلمين، وأجبرتهم على السير على الأقدام مسافة (1300) كيلو متر، وهم مكبّلون بصورة غير إنسانية، ثم استخدمتهم تايلاند في أعمال شاقة مات فيها الكثير منهم مثل شق القنوات.
ثم سقطت فطاني في أيديهم سنة 1832م، وفي سنة 1902م قضت تايلند نهائياً على استقلال السلطنة المسلمة بإبعاد آخر سلاطينها المسلمين "تنكو عبد القادر قمر الدين"، وتعيين حاكم بوذي عليها، وبذلك ضمّت فطاني إلى تايلند التي أصبحت تدّعي أنها جزء من بلادها.

انتفاضة المسلمين ضد الاحتلال التايلندي:
اندلعت انتفاضات اسلامية عديدة في الفترة الممتدة حتى العام 1922، ولكنها لم تنجح في إزاحة النير التايلندي. وقد شهدت الفترة الممتدة حتى بداية الحرب العالمية الثانية تصاعداً في أعمال فرض الطابع السيامي على المقاطعات الإسلامية مشتملاً على التعليم الإلزامي للغة التاي بدلاً من اللغة الماليزية، إقفال المدارس القرآنية، ومنع ارتداء الأزياء التقليدية.

ومع انضمام سيام إلى اليابان في الحرب، ارتفعت وتيرة القمع ضد المسلمين الذين طالبوا، بعد هزيمة اليابان، بمعاقبة الجنرالات الذين تعاونوا مع اليابانيين، وكذلك بضم المقاطعات الإسلامية إلى ماليزيا. ولكن الطلب لم يلق قبولاً لا من قبل الإنكليز ولا من قبل الماليزيين، ما أدى إلى بدء مرحلة جديدة من التطويع القسري والقمع الدموي والانتفاضات الدائمة التي تحولت، منذ العام 1970، إلى حرب عصابات حقيقية غالباً ما كان التايلنديون يستغلون فيها ظروف الحرب الباردة لتصوير التحرك الإسلامي على أنه تحرك من قبل الشيوعيين الحمر، وهو الأمر الذي خدم قضية التحالف الوثيق بين تايلند الرسمية والولايات المتحدة، وهو تحالف ثمين بالنسبة لهذه الأخيرة للوقوف في وجه المد الشيوعي الذي كان يتعاظم في فيتنام ولاوس وكمبوديا وفي تايلند نفسها.

ومنذ بداية التسعينيات، ومع تراجع التنظيمات الشيوعية في تايلند، ظهر الوجه الإسلامي للتحركات الثورية في جنوب البلاد، وتصاعدت هذه التحركات حتى العام 1994، حيث بدأ الميل نحو التعايش السلمي، خصوصاً بعد تقلص الدعم غير الرسمي الذي كانت تقدمه ماليزيا المجاورة التي لم تتردد حتى في تسليم بعض زعماء الثوار المسلمين إلى السلطات التايلندية.
ويبدو أن حمى "الحرب على الإرهاب" قد وصلت أيضاً إلى تايلند التي تشهد مجدداً، منذ بداية العام الحالي تصاعداً ملموساً في الأعمال والأعمال المضادة التي سقط فيها أكثر من 400 قتيل في الفترة المذكورة. اضطهاد المسلمين في تايلند: تهديد بالعودة إلى خيارات العنف: عقيل الشيخ حسين http://www.yemen-forum.net/

تطور مأساة المسلمين في تايلند:
أكثر من ثمانين مسلماً قتلوا الأسبوع الماضي في تاي باك، في مقاطعة ناراتيوات، في جنوب تايلند، خلال وبعد اشتباكات مع قوى الأمن التايلندية.
وقد مات أكثر الضحايا اختناقاً خلال نقلهم مكدسين فوق بعضهم البعض في شاحنات رجال الشرطة التي كانت تقلهم نحو معسكرات الاعتقال. ونقلت وكالات الإعلام وشاشات التلفزة صوراً مرعبة لرجال الأمن التايلنديين وهم يدوسون على وجوه المعتقلين من الجنسين بجزماتهم العسكرية أو يضربونهم بأعقاب البنادق.

إدانات دولية:
المفوضة العليا لشؤون حقوق الإنسان:
بعض جماعات المدافعين عن حقوق الإنسان أدانت أعمال القمع التي قامت بها السلطات التايلندية ضد المسلمين، ومن تلك الجماعات المفوضة العليا لشؤون حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة طالبت بإجراء تحقيق دقيق وسريع ومستقل، وهو الأمر الذي وعد بتنفيذه رئيس الوزراء التايلندي تاكسين شيناواترا دون أن يحدد متى سيبدأ التحقيق مكتفياً بالقول بأن لجنة التحقيق التي سيأمر بتشكيلها ستضم عدداً من الأعضاء المسلمين.
وإذا كان رئيس الوزراء قد أسف للحادث دون أن يقدم اعتذاراً بشأنه، فإن وزير خارجيته، سوراكيارت ساتيراتاي توجه إلى البلدان الإسلامية نافياً أن تكون قوى الأمن قد لجأت إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين المسلمين.
وتأتي أعمال القمع هذه في سياق تطورات يفترض أنها قد تميزت خلال السنوات القليلة الماضية بتوجه، من قبل الحركات الإسلامية، إلى اعتماد أشكال العمل السلمي في المطالبة بحقوقهم، وبتوجه مواز، من قبل السلطات التايلندية، لاحترام الحقوق اللغوية والثقافية والعبادية للأقلية المسلمة.

هيومان رايتس ووتش:
أصدرت منظمات دولية تقارير عن اضطهاد مسلمي فطاني، كان آخرها تقرير لجماعة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية ومقرها نيويورك دعت فيه تايلاند لبدء تحقيق فيما أسمته ضرورة "المستوى المرتفع من القوة المميتة " في الأحداث الأخيرة حيث أكّد شهود عيان أنه كان من الممكن تسوية الأمر سلميًا، واستسلام المهاجمين أو إجهاض الهجوم الذي علمت به قوات الأمن من جواسيس مسبقًا، ولكن الحكومة اختارت أسلوب القوة وهدمت مسجد "كروي سي" على رؤوس المسلمين، وحشدت فرقتين مدرعتين كاملتين في الإقليم لإرهاب المسلمين.

منظمة العفو الدولية:
يقوم الجيش التايلندي باختطاف المسلمين في الجنوب؛ بهدف نشر الخوف بين أفراد الأقلية المسلمة. وقد اتهمت منظمة العفو الدولية الجيش التايلاندي بانتهاج سياسة "الاختفاء القسري" بحقّ المسلمين في الولايات الجنوبية؛ بهدف إضعاف الجماعات المسلحة، ونشر الخوف بين أفراد الأقليّة المسلمة.
وطالبت المنظمة الدولية الحكومة التايلاندية الحالية بالعمل على نبذ هذه السياسة, ومكافحتها، والقضاء عليها. وقال براد إدامزر ـ مدير منظمة العفو الدولية في آسيا ـ : "إن عمليات الاختفاء القسري تظهر كسياسة تُنتهج من قِبل السلطات، وليس مجرد تجاوزات من عناصر قوات الأمن".
وحمَّل تقرير للمنظمة قوات الأمن التايلاندية مسؤولية اختفاء العديد من المسلمين، وأكدت المنظمة أن عدد حالات الاختفاء أكبر بكثير مما يعلن عنه، مشيرةً إلى أن العديد من الأسر تخشى بشدّة من أن تفصح عن حالات الاختفاء الأخرى. وتقول المنظمة: إن العديد من الأشخاص المسؤولين الذين يقفون وراء عمليات تعذيب، واختفاء مازالوا يحتفظون بمناصبهم.

مجموعة الأزمات الدولية:
ذكرت مجموعة الأزمات الدولية - التي مقرُّها بروكسل - في تقريرٍ لها أن تقارير ذات مصداقية بشأن عمليات تعذيب, وقتل غير قضائية، وقعت بحقّ مسلمين في الولايات الجنوبيّة.
يكفي أن حادثًا واحدًا قُتل فيه داخل حافلات مغلقة أكثر من (80) مسلمًا بعد القبض عليهم في مظاهرة؛ احتجاجًا على اعتقال مسؤولين محليين بدعوى دعم الجماعات المسلحة في المنطقة.  وقُتل في ذات المظاهرة سبعة مسلمين برصاص الجيش، الذي أطلق الرصاص المباشر على الأجساد، وليس فوق الرؤوس، وكان ذلك في شهر رمضان. وتحدَّث رئيس الوزراء حينها عن الواقعة، فقال: إن المسلمين قُتلوا بهذا الشكل؛ بسبب ضعفهم البالغ؛ لأنهم كانوا صائمين، واعتبر ما قامت به قوات الجيش والشرطة عملًا رائعًا.
كان المسلمون في جنوب تايلاند في حالة صدمة الاحد بعد سلسلة من التفجيرات في وقت واحد تقريبا قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 63..

منظمة "المؤتمر الإسلامي"
دعت منظمة "المؤتمر الإسلامي" الحكومة التايلندية إلى وضع نهاية "لأعمال العنف الدموية" التي ترتكب ضد المسلمين في جنوب البلاد.
وجاءت هذه الدعوة في بيان صدر عقب لقاء أكمل الدين إحسان الأمين العام للمنظمة مع عبد الله بدوي رئيس الوزراء الماليزي، ورئيس الدورة العاشرة لمؤتمر القمة الإسلامية العاشرة في جدة اليوم الأربعاء، وفق ما ذكرته صحيفة "العرب أون لاين".
وعبر أكمل الدين عن "استيائه الشديد" من استمرار الأوضاع المتردية في تايلند على الرغم من دعوات منظمة المؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي إلى إنهاء الانتهاكات التي طالت المئات من المسلمين.
ودعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي حكومة تايلند إلى إجراء تحقيق عاجل في أسباب مثل هذه الحوادث العنصرية بحق المسلمين، مشدداً على الحاجة لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية في الجنوب المسلم بدون تمييز.
قتل منذ يناير كانون الثاني في تايلند على الأقل 420 مسلما في أعمال عنف

بعض فصول مأساة مسلمي تايلند في العصر الحديث:
- في يناير 2004، اندلعت اشتباكات لم تُعرف أسبابها أدّت إلى سقوط نحو(60) قتيلاً في المناطق المسلمة الجنوبية المحاذية لماليزيا، حيث شنت قوات الجيش التايلاندي حملة اعتقالات واسعة شملت عشرات المسلمين للاشتباه في علاقتهم بـإرهابيين، ووضعتهم قيد الاعتقال بدون محاكمة، وهو ما أثار سخط المسلمين في الجنوب.
- وصل الصراع بين الحكومة التايلاندية ومجاهدي فطاني أقصاه في المواجهات التي اندلعت يوم 28 إبريل الماضي (2004م) بين قوات الأمن التايلاندية ومسلحين مسلمين ينتمون إلى (حركة تحرير فطاني المتحدة "بولو" ) في مدينة فطاني جنوب تايلاند، والتي قتل خلالها (108) من الشباب المسلم، ولجأت قوات الأمن التايلاندية في هذه المواجهات إلى العنف غير المبرّر تجاه الشبان المسلمين المسلحين الذين هاجموا مراكز للشرطة بسبب الممارسات الأمنية التعسفية ضد مسلمي الإقليم، حيث قصفت (30) منهم تحصّنوا داخل مسجد، وهدمته على أشلائهم، كتعبير عن حالة من الهلع الشديد من جانب الحكومة البوذية تجاه تنامي دور التيار الإسلامي في هذا الإقليم الجنوبي والاستفادة من أجواء العداء الدولي ضد المسلمين لقمع أي تمرد أو انفصال يسعى إليه مسلمو الإقليم.
كشفت جماعات حقوقية اليوم إن قوات الأمن التايلاندية اعتدت بوحشية على أحد المعتقلين المسلمين في السجون التايلاندية وضربته حتى الموت.

- في أواخر أكتوبر (2004م)، كان آخر المواجهات تلك المأساة التي أسفرت عن مقتل (90) مسلماً حيث أقرت الحكومة البوذية بوفاتهم اختناقًا خلال نقلهم بشاحنات تابعة للجيش إثر اعتقالهم خارج مركز للشرطة تجّمعوا أمامه للاحتجاج على اعتقال ستة مسؤولين محليين بتهمة دعم ما تصفه الحكومة بالجماعات المتمردة المسلحة في المنطقة.
واعترفت الحكومة بوقوع "أخطاء" في الطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن مع احتجاجات المسلمين في جنوبي البلاد، وتعهد رئيس الوزراء التايلندي ثاكسين شيناواترا بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث الذي أسفر عن مقتل هذا العدد من المسلمين بسبب الاختناق، بينما اعتقل نحو ألف آخرين.
- في 2009 تشير الاحصائيات إلى أن المواجهات في جنوبي تايلاند والتي يتركز فيها المسلمون قد أسفرت عن سقوط (400) قتيل مسلم على الأقل منذ مطلع العام الحالي، نتيجة قيام السلطات التايلندية باستخدام وسائل عنيفة في الجنوب.
حملات إبادة جماعية، وتوسيع سلطات قوات الأمن، وتعهدات بسحق مسلمي جنوب تايلاند خلال أربع سنوات من قِبَل حكومة رئيس الوزراء (تاكسين شيناواترا).

تسكين اضطهاد المسلمين بطيور من الورق:
قضى آلاف التايلنديين أوقاتهم في شهر ديسمبر 2004وهم يجمعون عشرات الملايين من طيور اللقلق المصنوعة من الورق التي أسقطتها الطائرات على مدنهم وقراهم في جنوب تايلند، في إطار حملة نظمتها حكومة بانكوك، للتأكيد على ضرورة السلام، واتخاذ هذه الطيور الورقية رمزا للسلام بين الأغلبية البوذية والأقلية المسلمة في الجنوب.
وجاء قرار هذه الخطوة الرمزية بعد أسابيع فقط على اشتباكات وقعت بين المسلمين وقوات الأمن التايلندية، أسفرت عن مقتل 500 شخص.
وجرى خلال تلك الأحداث إلقاء القبض على حوالي 3000 مسلم خلال سلسلة من العمليات ذات الطابع العسكري، وفي وقت لاحق قُتل ما لا يقل عن 80 معتقلا مسلما داخل حافلات تابعة للشرطة، خلال نقلهم الى العاصمة بانكوك.
ولقد زادت الأوضاع سوءا بعد تصريح رئيس الوزراء التايلندي ثاكسين شيناواترا حين زعم ان المعتقلين المسلمين توفوا نتيجة الضعف الذي أصابهم بفعل الصيام. ولدى مقابلة هذا التعليق بالسخرية التي يستحقها، قال ثاكسين ان الضحايا ماتوا بفعل الضعف الذي أصابهم بفعل تعاطي المخدرات، فيما جاءت حملة الحكومة التي أسقطت خلالها طيور اللقلق الورقية، كمحاولة من جانب ثاكسين للتراجع عن سياسة من سماتها الأساسية الغرور والجهل.
اضهاد المسلمون في تايلاند.

والمسألة في قتل قوات الأمن التايلندية لمئات المسلمين الشباب خلال الأسابيع القليلة الماضية، ليست من المسائل التي يمكن وببساطة التغطية عليها، ومحاولة تخفيفها بمثل هذه الحملات. فرئيس الوزراء رفض السماح بإجراء تحقيق مستقل في الأحداث المأساوية الأخيرة. يضاف الى ذلك ان المحافظات التي تأثرت بهذه الأحداث، مثل باتاني ويالا وناراثيوات وساتون، لا تزال خاضعة لحالة الطوارئ، مما يعني ان أجزاء كثيرة منها لا تزال مغلقة أمام الصحافيين الأجانب ومنظمات الإغاثة.

مخطّط محو الإسلام:
بعد الاحتلال عملت تايلند على محو الإسلام في فطاني بالحروب الطويلة التي كان يُساق فيها الأسرى المسلمون إلى بانكوك عاصمة تايلند، كما أكرهت الفطانيين المسلمين على دراسة الثقافة البوذية، وتعلم اللغة التاهية (لغة تايلند)، وأمرتهم بالركوع لتماثيل بوذا التي أُقيمت في المعابد والساحات العامة.
وتمثلت أبرز مظاهر الاضطهاد التي عاشها المسلمون هناك إلى جانب الفقر، فيما يلي:
1ـ عملت الحكومة البوذية التي فرضتها تايلند، بعد أن أزاحت السلطان المسلم تنكو عبد القادر، على محو الطابع الإسلامي من البلاد، بإرغام الشعب المسلم فيها على اتخاذ الأسماء والألبسة والتقاليد البوذية، واستعمال اللغة التايلندية.
2ـ ألغت المحاكم الشرعية، ثم سمحت بعد غضب الشعب وهياجه للقضاة المسلمين بالجلوس في المحاكم المدنية لسماع القضايا المتعلقة بالأحوال الشخصية للمسلمين.
3ـ عملت الحكومة على توطين البوذيين في المناطق الإسلامية، وبنت لهم أكثر من (70) مستوطنة يسكنها حوالي (180) ألف بوذي.

4 ـ حاربت المدارس الإسلامية والملايوية، وطبّقت ما سمّته قانون الإصلاح التعليمي للمدارس الإسلامية في فطاني لإضعاف مستوى التعليم الإسلامي، وتوجيهه في خدمة السياسة التايلندية.
5 ـ بنت القواعد العسكرية في فطاني، ولا سيما القرى القريبة من جبال بودور مركز عمليات المجاهدين المسلمين.
6 ـ قامت بتصفية العلماء والدعاة جسدياً أو تهديدهم وإهانتهم وتشريدهم مما اضطر فريقاً منهم إلى الهجرة واللجوء إلى ماليزيا. كما تقوم بإحراق الأحياء الإسلامية والقتل الجماعي، ففي حادث بشع قامت القوات التايلندية بحرق (100) شاب مسلم بالبنزين، وصرح رئيس البوليس في المنطقة بأن حياة المسلم لا تساوي سوى (26) سنتاً فقط (ثمن الرصاصة).
7 ـ حاولت إدخال الضلالات والشبهات على تعاليم الإسلام السمحة، بنشر التأويلات والتفسيرات المنحرفة في الكتب المقررة في المدارس الحكومية وفي الترجمة التايلندية للقرآن الكريم، معتمدة في ذلك على بعض شيوخ القاديانية هنالك.
بانكوك وتوطين أكثر من مئة ألف بوذي في فطاني المسلمة لكي تتغير الهندسة السكانية لصالح سيام


8 ـ أخمدت القوات التايلندية كل ثورة للمسلمين بالحديد والنار أو بالمكر والخديعة، فقد غضب الفطانيون لحقهم مرات عديدة، وخاضوا مع الجيش التايلندي معارك دامية، لقي الكثير خلالها مصرعهم، وأُحرقت بيوتهم واغتصبت ممتلكاتهم وانتهكت حرماتهم، وسُجِن الألوف منهم، بينما هام عشرات الألوف غيرهم على وجوههم لاجئين إلى ماليزيا.
9 ـ حرمت حكومة بانكوك المسلمين من ثروات بلادهم، كما حرمتهم المراكز الهامة والوظائف الحكومية، وكافة الحقوق التي يتمتع بها مواطنو تايلند، وعرّضتهم لألوان الذل والقهر والاستعباد. مأساة أربعة ملايين مسلم في تايلاند: http://islamstory.com/

عنفٌ يعزز الانفصال:
هذا العنف الذي وُصف من جانب المنظمات الحقوقيّة العالميّة، وفي تايلند ذاتها، بأنه مستوًى مريع من استخدام القوة "غير المبررة" ضد المسلمين، سوف يولِّد موجات عنف مضادة، تعزِّز المطالب الانفصالية في الإقليم، خاصّة وأن أقاليم مجاورة مثل ميندناو في الفلبين، تطالب بالانفصال.
مقتل 17 بسلاح الجيش البوذي في المناطق المسلمة جنوب تايلند.

وعلى الرغم من استقلال إقليم "تيمور الشرقية" الكاثوليكي عن إندونيسيا المسلمة بدعمٍ غربي أوروبي وأميركي، فإن المطالبة بالمثل في جنوب تايلاند يُقابل بانتهاكات أقل ما يقال في حقها أنها جرائم حرب، مع أن هذا المطلب له ما يؤيده في الواقع التاريخي والجغرافي، خاصة وأن فطاني والأقاليم المسلمة في الجنوب هي تعبير عن وحدة سياسية لها طابع مستقل بشكل كامل عن تايلند. إلاّ أن سياسة الكيل بمكيالين تجد لها موضعًا كلما كان للمسلمين مطلب، وهو أمر فيه تمييز واضح.

بناءً على هذا صرّح محللون سياسيو ن أن هذا الوضع المؤسف يقود إلى انفجار ما يمكن أن نطلق عليه "صدامًا حضاريًّا" حقيقيًا بين المحيط الملاوي المسلم كله، وبين المحيط البوذي الذي ينتشر في دولٍ عديدة.

الأحد، 15 يونيو 2014

خامس عشر: قتل المسلمين في سريلانكا

خامس عشر: قتل المسلمين في سريلانكا





مسلمي سريلانكا يتعرضون لحرب إبادة بوذية:
يبدو أن هذا العصر هو عصر حرب إبادة المسلمين في كل أرجاء العالم , ففي القارة الآسيوية تتزايد حملات القتل والإبادة تجاه المسلمين في كل من بورما والصين و وروسيا وإيران وأفغانستان , وفي القارة الإفريقية في مالي و نيجيريا والصومال وغيرها.
وفي القارة الأمريكية لا يتوقف الدم المسلم هناك عن السيلان , حيث تلصق كل تهم الإرهاب بالمسلمين للتخلص منهم , وأما في القارة الأوروبية فقد أصبح العداء والكراهية للمسلمين واضحا, بل أصبحت الحرب عليهم تشن علنا, حتى ظهر مصطلح الإسلاموفوبيا هناك.
ليس هناك سبب لهذا العداء وهذه الحرب الشعواء تجاه المسلمين , إلا أن هذا العالم المادي الشهواني ضاق ذرعا بالعقيدة الإسلامية التي ما تزال نقية صافية , تنقد الأفكار الشاذة والعقائد الباطلة , وضاق ذرعا بالإسلام الذي يحارب الظلم والفساد والانحلال الخلقي, ويمثل الفضيلة المتبقية في عالم يتجه نحو دركات الرذيلة والفاحشة يوما بعد يوم.
لم يعد المسلمون في العالم اليوم يأمنون على حياتهم في أوطانهم وبلادهم , سواء كانوا أقلية أم أكثرية , ففي البلاد التي يكونون فيها أقلية , تمارس ضدهم كل أنواع الظلم والقتل والبطش والتشريد, بحجة أنهم أقلية لا يحق لهم أي حرية في ممارسة شعائرهم الدينية الإسلامية, فإما أن يتركوا دينهم وإما أن يقتلوا ويشردوا من ديارهم, كما يحدث ويحدث لمسلمي الروهينجيا و سريلانكا وغيرهم , دون أن توجه لحكومات هذه الدول تهمة الطائفية وممارسة الإرهاب , أو تحرك ضدهم دعاوى اضطهاد الأقليات.
وأما في البلاد التي يشكل المسلمون فيها أكثرية , فإن الدول الغربية والصهيونية المعادية للإسلام والمسلمين, تسلط الأقلية الحليفة لها في هذه البلاد, من النصارى والشيعة وغيرهم, لممارسة العنف والبلطجة والقتل بحق المسلمين, فإذا اتجهت حكومات تلك الدول لمعاقبة المعتدين والمجرمين, ضمن محاكمة عادلة علنية, تدخلت تلك القوى المعادية للإسلام والمسلمين لمنع ذلك, متهمة تلك الدولة بممارسة الطائفية والاضطهاد وقمع الحريات ضد تلك الأقليات.
موطئ قدم آدم في سيريلانكا.
وفي هذا الإطار برزت معاناة جديدة لمسلمي سريلانكا في الآونة الأخيرة , ذلك البلد الذي يمثل البوذيون فيه أكثرية , ويمثل المسلمون فيه أقلية , ولكنهم من سلالة مسلمي هذا البلد منذ ألف عام تقريبا بعد دخول الإسلام سريلانكا , وهم متعايشون مع الأكثرية البوذية ، وقد وصل عدد المسلمين فيها إلى مليوني نسمة حسب إحصاءات عام 2011 (تقريباً %9.7) ، وكانوا يملكون الحصة العظمى في التجارة وكانوا ذوي مال وجاه ، إلا أن هذا الاستقرار بدأ بالتخلخل مؤخرا ً .
فمنذ أوائل القرن العشرين ادعى زعيم بوذي أن هذه الجزيرة ملك للسنهاليين البوذيين الذين يشكلون الأغلبية ، وعليه فإن العناصر الأخرى عليهم أن يعيشوا كأقليات تحت نفوذ وسيطرة الحكم السنهالي البوذي .
وقد صعَّد البوذيون هجماتهم العنصرية ضد مسلمي سريلانكا ، وتنوعت حملات الاستهداف بين الاعتداءات البدنية والثقافية والدينية , إضافة لأعمال القتل ومداهمة المساجد والحرب الاقتصادية .
وكان آخر هذه الاعتداءات بحسب وكالة أنباء الروهينجيا , مداهمة منازل المسلمين في مدينة (أنور ادهابورا) وامتهان المسجد الجامع بمدينة دامبولا ، بعد استهدافه بقنبلة انفجرت قريبا منه الأسبوع الماضي ، ثم التظاهر ضد المسلمين الذين اضطروا للهرب تفاديا للقتل.
وقام المتظاهرون بقيادة كبار رهبان البوذية , بالدخول عنوة إلى المسجد بعد كسر الأبواب ، وحرق بعض المصاحف ، ثم قاموا بأداء ترانيم خاصة بالبوذية داخل المسجد.
كما كانت هناك محاولة مداهمة مسجد «دار الرحمن» بمنطقة «ديهيوالا» ، ورمي الحجارة من خارج الأسوار ، ومداهمة مسجد «عمر بن الخطاب والمدرسة القرآنية فيه بمنطقة «أرياسينهالاواتا» ، ومداهمة مسجد بمنطقة «دادوروأوياجاما» مؤخراً ، بل قامت الشرطة بمنعهم من أداء الصلاة وإغلاق المسجد حتى إشعار آخر بدلاً من تطبيق القانون.
إلى جانب الحملات الإعلامية للتخويف من تكاثر المسلمين وانتشارهم وبناء مساجد جديدة ، وبأن سريلانكا ستتحول لدولة مسلمة في عام 2025، والمطالبة بعدم بناء مساجد جديدة ، وإزالة المساجد الحالية ، وعدم بيع الأراضي والمحلات لهم , ومحاربة الزيّ المدرسي المحتشم للبنات المسلمات (غطاء الرأس، قميص وبنطلون طويل) وإجبارهن على الزي المدرسي العادي القصير، ومحاربة العباءة والحجاب وازدرائهما.
علاوة على ذلك، تم نشر معلومات غير صحيحة عن الإسلام والقرآن وعن النبي لتحفيز البوذيين ضد الإسلام ، كما لا تخلو مواقع الأخبار المستقلة والمعتدلة ولا الشبكات الاجتماعية من بذاءات وشتائم ضد الإسلام ، وتعدّى الأمر إلى المساس بذات الله ، وكرامة نبيه وأمهات المؤمنين من خلال الرسومات والتعليقات وغيرها ، فيما السلطات الحكومية لا تحرك ساكناً ، بل قامت بمنع المواقع والصفحات التي تردّ على هذه الحركات المتطرفة وتفضح أكاذيبهم   .
ويقف وراء تلك الاعتداءات حركة (بودو بالا سينا) المتطرفة والتي تعني (جيش القوة البوذية) ، وهي معنية بمواجهة أي وجود إسلامي حتى في المدارس ، في ظل دعم حكومي وسلبية متعمدة من قوى الأمن التي لا تتدخل في أي قضية أو حادث طرفها مسلمون.
فإلى متى ستستمر حرب الإبادة هذه على المسلمين , وإلى متى سيبقى الضعف والوهن الإسلامي سببا في هذه الإبادة ؟!! رغم امتلاك بلاد المسلمين كل مقومات القوة والعزة؟؟!!
مسلمي سريلانكا يتعرضون لحرب إبادة بوذية: مركز التأصيل للدراسات والبحوثhttp://www.almokhtsar.com/node/133057

المسلمون في سريلانكا.. تهديدات "بوذية" بالإبادة والمقاطعة الاقتصادية "تُفلسهم":
نبّه كثيرٌ من التقارير الإعلامية الدولية إلى تزايد قلق المسلمين في سريلانكا من جرّاء تصاعد أحداث العنف الأخيرة، والتهديدات التي تقوم بها جماعة الـ "بودو بالاسنا" البوذية المتطرفة، التي أحرقت بعض المساجد، وهدّدت بتحطيم محال المسلمين، وشنّت حملاتٍ إلكترونيةً لمقاطعة تجارتهم، ودعت إلى عدم التعامل معهم وإبادتهم أو طردهم من الجزيرة نهائياً.
وحذّر كثير من المنظمات الدولية العاملة في المجالات الإنسانية من وقوع أحداث عنفٍ عنصريةٍ جديدةٍ ضدّ المسلمين السريلانكيين على غرار ما يحدث في بورما على أيدي البوذيين.
وكشفت التقارير الإعلامية عن قيام الرهبان البوذيين السريلانكيين المتشدّدين، أخيراً، بمظاهراتٍ احتجاجيةٍ حاشدةٍ تطالب بإزالة عددٍ من المساجد، ومنها مسجد حي "ماوات وأويا" من منطقة "أنور اذابورا"، وكذلك تعديهم بالحرق على بعض دور تحفيظ القرآن بحجة أن إنشاء بعضها غير قانوني، وقيامهم بحرق مسجديْن منها حادثة عيد الأضحى المبارك الماضي الشهيرة بداعي أن المسجد يقوم بذبح الحيوانات (!!).
من بورما إلى سريلانكا ...انقذوا المسلمين.
واعتبرت جهات دولية أن تلك الممارسات إرهاصات لبداية أحداث عنفٍ جديدةٍ ضدّ المسلمين السريلانكيين – على حد وصفها -.
وتؤكّد التقارير أن المتتبع لما يدور في المجتمع السريلانكي يلاحظ انتشار حملاتٍ عنصريةٍ إلكترونية ترافقها هتافاتٌ، وشعارات عدائية من الأغلبية البوذية ضدّ الأقلية المسلمة في سريلانكا؛ انطلقت – كما تشير التقارير الإعلامية - من مدينة "بادولا" بمحافظة "أووا"، وانتشرت في مختلف المناطق ولا تزال تتفاعل في مختلف أنحاء سريلانكا، مثل مدينتَيْ "جامبلا"، و"كاندي" الرئيستين وغيرهما، وهذه الحملات تدعو عبر النشرات، واللافتات ومظاهرات الاحتجاج، والرسائل القصيرة وغيرها؛ إلى مقاطعة المسلمين اقتصادياً وعدم الشراء من محالهم، وعدم بيع الأراضي والممتلكات لهم، وعدم العمل لديهم، ما أدّى إلى إفلاس عددٍ منهم، مع تصويرهم على أنهم إرهابيون وطغاة وقساة القلوب، وتكريس التخوّف من سيطرة المسلمين على سريلانكا بسبب تزايدهم السكاني.
كما تمارس الجماعات البوذية أساليب تتنامى بشكلٍ واضحٍ من خلال دعواتها للعنف والتطرف بمساعدة بعض وسائل الإعلام السريلانكية البوذية المتطرفة.
من جانبهم اتهم بعض المسلمين السريلانكيين الحكومة السريلانكية بالوقوف مع هذه الحملات والتزامها الصمت تجاهها، وعدم اتخاذها أي مبادرةٍ لمواجهتها وتفعيل القانون، محذّرين من عاقبة تجاهل هذه الممارسات المعادية، والتي تزيد من عزلة "سريلانكا" عن المجتمع الدولي، وتستهدف نشر الكراهية والعداء للمسلمين، وافتعال التوتر بين العرقيات الدينية بالبلاد.
يُشار إلى  أنه خلال 30 عاماً من الحرب الأهليَّة بين جبهة نمور التاميل للتحرير والحكومة المركزيَّة وقف مسلمو الجزيرة مع الحكومة ضد "نمور التاميل"، ما أدّى إلى قيام التاميل المتطرفين بارتكاب مذبحةٍ كبيرةٍ ضدّ المسلمين عام 1990م، حيث قام أعضاء هذه المنظمة بإطلاق النار على عددٍ غفيرٍ من المسلمين، وهم يؤدون الصلاة داخل المسجد، إضافة إلى قيامهم بعددٍ من عمليات القتل والتشريد، وقد تسبّبت هذه الهجمات في قتل وتشريد 100 ألف مسلم من المناطق الشمالية، وحوّلت المسلمين إلى لاجئين في أراضيهم، إضافة إلى هدم وتدمير أكثر من 200 مسجدٍ تاريخي في مناطق المسلمين.
جدير بالذكر أن المسلمين يقدرون بنحو 7 % من سكان سريلانكا، أي في حدود مليونَي مسلم من أصل 22 مليون نسمة عدد سكان سريلانكا.
ويتحدّث معظمهم لغة التاميل، وتقدر مساجدهم بـ 2000 مسجدٍ موزعة على المدن المهمة والقرى التي ينتشرون بها.
ويحتاجون إلى الدعم المادي، والتعليمي، والكتب باللغة المحلية، وتنشيط المدارس، ومساعدة اللاجئين والأيتام.
مشاكل المسلمين في سريلانكا:
يشكِّل المسلمون في سريلانكا نسبة 10% من مجموع السكَّان، وهؤلاء المسلمون ينحدرون - كما يقال - من سلالة عربيَّة، وزاد عددُهم فيما بعدُ بدخول أُناس جُدد في الإسلام، وبوصول بعْضِ المُسْلِمين المهاجرين إلى سريلانكا من جنوب الهِنْد، كما زاد عددُ المسلمين خِلال القرْن السَّابع عشر الميلادي بوصول المسلمين الملاويين من جاوا الأرخبيل.
هؤلاء المسلِمون استطاعوا الهيْمنة على التجارة وفرْض نفوذهم، بواسطة العرب الذين كانوا يتمتَّعون بنفوذ بالغ آنذاك، ومنذ انتِشار الإسلام في جنوب شرق آسيا لعِب المسلِمون دورًا مهمًّا في تنمية الدَّولة، من خلال مساهماتِهم النَّشِطة في شتَّى المجالات، من التِّجارة والثَّقافة والتَّربية والسِّياسة والطِّبِّ، وغير ذلك.
ولكنَّ حالة المسلمين بدأت تتغيَّر وتسوء بعد مجيء القوَّات الأجنبيَّة واحتلالِها لسريلانكا، من البرتغاليِّين والهولنديِّين والإنجليز، ممَّا حدا بالمسلمين إلى معاناةِ الشَّدائد أكثر ممَّا كانوا عليه قبل؛ إذ بدأتِ القوَّات الأجنبيَّة تفرِض على المسلمين قوانين مهينة بغْية الاعتداء عليهم، ويرْجع ذلك إلى أنَّ المسلمين الأوائل قاوموا بشدَّة سياسة القوَّات الأجنبيَّة في تَحويل النَّاس عن أديانِهم، ونتيجة لهذه السِّياسات الجائرة التي اتَّبعتها القوَّات الأجنبيَّة - على تفاوت في درجاتِها - أصبح المسلمون معزولين ثقافيًّا، ومتخلفين تربويًّا، وفاقدي الأهميَّة والمكانة سياسيًّا، كما أصبحوا متخلِّفين اقتصاديًّا، وعاجزين عن تَحقيق مآربهم وطموحاتهم.
نظرات غير لائقة تطال سيدتين محجبتين في شارع بكولومبو 
قبل الاستقلال وبعده:
لعِب المسلمون السريلانكيُّون دورًا مهمًّا في تكْوين الأحزاب القوميَّة، وكانوا يشغلون وظائف مهمَّة في الحكومات على اختِلاف الأحزاب الحاكمة لها، حتَّى إنَّ المسلمين كانوا متعاونين مع الأحْزاب القوميَّة التاميلية في الشَّمال الشَّرقي؛ ولكن مشاركة المسلمين في الأحزاب التاميلية بدأت تضعُف؛ نتيجة السياسة العلنيَّة التي أظهرتْها الأحزاب التاميلية تِجاه تأسيس دوْلة منفصِلة وخاصَّة بهم، وكذلك لم تَحْظَ هذه الأحزاب التي أبْدت رغبتها في تخصيص وظائف مهمَّة للنوَّاب المسلمين، الذين يمثِّلون أحزابهم، لَم تحْظَ تلك بالإقبال الشَّديد من جانب المسلمين.
المسلمون أمام المقاومة التاميليَّة وجهًا لوجه:
القتال المسلح الدائر بين المنظَّمات المتمرِّدة التَّاميلية، والتي تَهدف من وراء قتالِها تأسيس هندوسيَّة خاصَّة بهم، والتي تدعى بـ "تاميل إيلام"، وبين القوَّات الحكوميَّة - يرْجِع تاريخ ذلك إلى عام 1983م، وحتَّى نِصْف الثَّمانينات، كان المسلِمون - وبالذَّات الَّذين يَعيشون في مقاطعات الشَّمال الشرقي، والَّذين يشكِّلون ربع مَجموعة السكَّان المسلمين - استطاعوا الحِفاظ على موقِفِهم الحيادي تِجاه الحرْب الدَّائرة بين التاميل وبين جيش الحكومة، كما أنَّهم لم يتأثَّروا بأي من المجموعتين المُتحارِبَتَين، ومنذ عام 1983م شنَّ الهنود التاميل الَّذين يعيشون في مقاطعَتَي الشَّرق والشَّمال، شنُّوا حربًا شعْواء ضدَّ الحكومة المركزيَّة، الحرب التي اتَّهمت فيها حكومة سريلانكا حكومة الهِنْد بمساعدة الأخيرة للتاميل، عن طريق ولاية "تاميل نادو" في الهند، وفي هذا القتال أيضًا لعِب المسلِمون دوْرًا حياديًّا دون أن ينحازوا إلى أيٍّ من الطَّرفين المتحاربين.
وعلى كل، ومنذ عام 1985م تضرَّر المسلمون في مقاطعات الشَّمال الشرقي بالحرْب الضَّروس، وأصبحوا ضحاياها وهم أبرياء، أمام المتمرِّدين التاميليين، وأمام القوَّات الهندوسيَّة، الَّتي وصلت واستقرَّت في مقاطعات الشَّمال الشَّرقي تحت اتفاقيَّة "ج . ر- و" راجيف غاندي، والَّتي بقيت في تلك المقاطعات في يوليو 1985م إلى مارس 1990م.
والأضرار الفادحة التي أصبح المسلمون لها غرضًا يُرْمَى، من قِبَل المتمرِّدين التاميليين من حين لآخر - كانت تستهدِف الأمور التَّالية:
1- إضعاف المؤسَّسات الاقتصاديَّة التَّابعة للمسلمين.
2- التخلُّص من نشأة القيادات الإسلاميَّة "الشباب" في المقاطعة.
3- قمْع وإخْماد نهضة المسلمين من الناحية الدينيَّة والتعليميَّة.
4- وضْع المجتمع المسلِم كقوميَّة ثانويَّة خاضعة للأغلبية الهندوسيَّة التَّاميلية.
ولتحقيق هذه الأهداف استخدمت الطُّرق والوسائل الآتية:
1- ترقُّب وانتهاز فرصة اندِلاع الحرب بين الطَّرفين، في مسائل لا قيمة لها، وبالتَّالي محاولة اختِطاف الشَّباب المسلِم الَّذين في جبهات القِتال بقوَّة السِّلاح وقتْلهم قتلاً سيِّئًا؛ ممَّا أدَّى إلى اغتِيال عددٍ كبير من الشَّخصيَّات الإسلاميَّة في المجتمع المسلم، من نوَّاب الحكومة ووكلائِها، ورئيس المجلِس البلدي، ورؤساء المنظَّمات الشبابيَّة، وعلماء الدِّين، وغيرهم من عامَّة النَّاس.
2- نَهْب المحلاَّت التِّجاريَّة التَّابعة للمسلِمين، والفرار بِممتلكاتهم التي تقدَّر بملايين الروبيات، كما حدث ذلك فعلاً في إحْدى المدُن التجاريَّة الشهيرة "كلمناي" في المقاطعة الشرقيَّة، كانت هذه المدينة تحت سيْطرة المسلمين إلاَّ أنَّها تعرَّضت للنَّهب والسَّلب بشكْلٍ منظَّم ومخطَّط من قبل التاميل، بالإضافة إلى إحْراق أعداد كبيرة من محلاَّتِها ودكاكينها التِّجاريَّة إبَّان الحادثة الَّتي حدثت في عام 1985م، والَّتي راح ضحيَّتها خمسون شخصًا، كما أُجْبِر التُّجَّار المسلِمون في المدينة على إغْلاق محلاَّتِهم التِّجارية بالقوَّة وبصفة دائمة، ولَم يكْتفوا بِهذا؛ بل منعوا التُّجَّار المسلِمين الَّذين كانوا يَمتلكون محلات تِجاريَّة في المناطق ذات الأغلبيَّة الهندوسيَّة منعوهم من الذَّهاب إليْها والتجارة بها.
3- الوسيلة الكُبْرى الَّتي كان المسلِمون يستخْدِمونَها في كسْبِ أرْزاقِهِم هي زراعة الأرز، وبناءً على أنَّ آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعيَّة التابعة للمسلمين كانت تقع بالقرب من المناطق ذات الأغلبيَّة الهندوسيَّة، فإنَّ المسلمين المزارعين في هذه المناطق مُنِعوا من الذَّهاب إليْها في موسم الحصاد، بالإضافة إلى أنَّ المسلمين في حالات أُخْرى أُجْبِروا على دفْع ضرائب باهِظة، إمَّا بالنقود أو بالأرز، كما أنَّ مُمتلكات المسلِمين النفيسة من درَّاجات ناريَّة وجرَّارات وشاحنات كبيرة تعرَّضت للنَّهب والسَّلب بالقوَّة من قِبَل المتمرِّدين.
دعا رهبان منظمة "بودو بالا سينا" البوذية السنهالية المتطرفة في سريلانكا إلى حظر زواج المسلمين بالنساء البوذيات، ومنعهم من تقسيم البلاد
التدخل الإسرائيلي:
وفي عام 1984م من شهر يونيو، سمحت حكومة سريلانكا بفتْح ما يسمَّى بـ "قسم المصلحة الإسرائيليَّة في السِّفارة الأمريكيَّة"، وسط الاحتِجاج الشَّديد من قِبَل المسلِمين ومن كل الأحْزاب المعارضة.
هذا؛ ويتَّضح تمامًا أنَّ الشعور القِتالي ضدَّ المسلمين ومقاومتهم قد ساد في قلوب التاميل، وفي أوْساط المنظَّمات القتالية التاميليَّة بعد مجيء "الموساد" ووكلاء "شنبت"، بالتَّعاون مع "راو" الهنديَّة، و"ساس" البريطانيَّة؛ ممَّا أدَّى إلى اتِّهام وكلاء الموساد بتدخُّلهم وتوجيههم المباشر في الحادثة الَّتي حدثت عام 1985م في المنطقة الشرقيَّة، حتَّى أدَّى ذلك إلى توتُّر العلاقات الودِّيَّة الَّتي كانت تسود بين المسلمين والتاميل.
تدخل قوات حفظ السلام الهندية:
في الوقت الذي كانت رحى الحرْب تَدور بضراوة بين القوَّات الحكوميَّة وبين الانفِصاليِّين التاميل، وفي أثْناء توقُّع حدوث تدخُّل هندي مباشر في تلك الحرْب، وقَّعت حكومة سريلانكا مع الحكومة الهنديَّة اتِّفاقية عُرفت باتفاقية "ج. ر. و" "راجيف غاندي"، وبِموجب هذه الاتفاقيَّة أرسلت القوَّات الهنديَّة إلى سريلانكا، وتمرْكزت في شرق وشمال سريلانكا.
وبدخول القوَّات الهنديَّة عادت حالات المسلمين أسوأَ بكثير، وفي هذه المدة بالذَّات 1982- 1989م هاجم المتمردون التاميل قُرى المسلمين، الَّتي كانت تتمتَّع بنوْعٍ من الازدِهار في مقاطعتي الشَّرق والشَّمال، ونَهبوا كلَّ ما فيها.
وهؤلاء المتمرِّدون التاميل هم الذين يعرفون بـ:
"الجبهة الشعبيَّة لتحرير تاميل إيلام".
و E.P.RLF
و E.N.D.LF
و E.R.S.
و T.N.A
و T.E.L.O
وأخيرًا: "جبهة نمور تحرير تاميل إيلام".

ما بعد عهد قوات حفظ السلام الهندية:
بعد انسِحاب القوَّات الهنديَّة من الجزيرة، اشتبك متمرِّدو "جبهة نمور تحرير تاميل إيلام"، الجبهة الوحيدة التي استطاعت السيْطرة على الشَّرق والشمال، بعد أن قَضَتْ وتخلَّصت من الجبهات المنافِسة لها في المنطقة، واشتبك المتمرِّدون في حرْبٍ ضروس مع القوَّات الحكوميَّة، وذلك بعد أن نقضت اتِّفاقيَّة كانت قد وقعت بين الطَّرفين، والَّتي استمرَّت لمدَّة سنة واحدة تقريبًا؛ إذْ بدأ المتمرِّدون قتالَهم مع القوَّات الحكوميَّة، وذلك بسيطرتِهم على عدد من المراكز الحكوميَّة، ومَخافر الشُّرطة في المنطقة الشرقيَّة، وقتل ما لا يقلُّ عن عشَرة من الشُّرطة، واختِطاف مائة منهم، (75 % منهم مسلمون) ثم قتْلهم قتلاً وحشيًّا.
بعض الأحداث الهامة:
الحادي عشر والثَّاني عشر من يوليو عام 1990م:
قام المتمرِّدون في جبهة نمور تحرير تاميل إيلام بالاستِيلاء على ثلاثة عشر من مخافر الشُّرطة الحكوميَّة في المقاطعة الشرقيَّة، وقتلوا عشَرة منهم، واحتجزوا ثمانِمائة كرهائن، 75% منهم مسلمون، إلاَّ أنَّ بعض الشُّرطة المُحتجزين استطاعوا الفرار من قبضة المتمرِّدين، وأدْلَوا بأنَّ المتمرِّدين قاموا بإطْلاق سراح الشُّرطة التاميليين، بينما احتجزوا الشُّرطة المسلمين وقتلوهم قتلاً سيئًا.
الرابع عشر من يوليو، 1990م:
قام الإرهابيُّون التاميليون بإطلاق الرَّصاص على ستين شخصًا من المسلمين في المنطقة الشرقيَّة، والَّذين كانوا قد رجعوا من أداء فريضة الحج، ثمَّ اختطفهم الإرهابيُّون ونهبوا ما معهم من الممتلكات ذات القيمة العالية، وقطَّعوهم إربًا إربًا، ثمَّ أحْرقوهم بالنَّار.
75 قتيلاً ومصاباً بينهم وزير في هجوم انتحاري استهدف مسجداً
الثَّالث من شهر أغسطس، مذبحة مسجد "كاتانكدي":
قام الإرهابيُّون بإطلاق الرَّصاص على المسلمين، الَّذين كانوا في سجداتِهم الثَّانية في صلاة العشاء في مسجد مدينة "كاتانكدي" المسلِمة، والَّتي تُعَدُّ أكبرَ مدينة مسلمة في المنطقة الشرقيَّة، كما قاموا بقتْل عددٍ آخَر من المسلمين المصلِّين في مسجد آخر، وبلغ مجموع ضحايا هذه المذبحة الشَّنيعة مائة وسبعة وستين قتيلاً.
الثَّاني عشر من أغسطس 1990م مذبحة إيراوور:
قام الإرهابيُّون بقتل 173 شخصًا من المسلمين قتلاً وحشيًّا بما فيهم النِّساء والأطْفال والرِّجال في قرية "إيراوور" في المقاطعة الشرقيَّة، ترى ماذا فعل الإرهابيُّون بهؤلاء؟! لقد أيقظ الإرهابيُّون هؤلاء المسلمين من سباتِهم، والموت يكشِّر عن أنيابه أمامهم.
وماذا فعل هؤلاء الجُناة الظَّالمون؟ لقد قاموا بذبْح مائة وخَمسة عشر رجُلاً، وسبع وعشرين امرأة، وواحدٍ وثلاثين طفلاً، بسكاكين مطليَّة بـ "سينيد".
ولم يكْتفوا بهذا، بل أظْهر هؤلاء الوحشيُّون طبيعتهم اللاإنسانيَّة بقطْع رحم امرأة حبلى وإخْراج الجنين من بطنِها، يا لها من حادثةٍ مروِّعة مفجعة!
شنت جماعات بوذية متطرفة في سريلانكا عدة هجمات ضد المسلمين تستهدف مساجدهم وشعائرهم الدينية ومنازلهم اليوم الجمعة. فقد صعّد البوذيون هجماتهم
الثَّالث عشر من أغسطس عام 1990م:
قام الإرهابيُّون بالهجوم على الجامع الأكبر في قرية "أكريبتو" بقنابل يدويَّة وأسلِحة أوتوماتيكيَّة، حينما كان المسلِمون يؤدُّون صلاة العشاء جَماعة، ممَّا أدَّى إلى قتْل ثلاثةٍ من المصلِّين وجَرْح تسعة منهم، وكان ضحايا هذه المذْبَحة أقلَّ عددًا من سابقتِها؛ نتيجة لقرار مسؤولي الجامع بإقامة صلاة العشاء في الطَّابق الأعلى للجامع كبديل مؤقَّت؛ لتجنُّب وقوع حادثة القتْل، وكان عدد المصلِّين في ذلك الوقت ستَّمائة شخص، وهكذا استطاع المسلِمون تجنُّب وقوع مذْبَحة أُخْرى تُعادل المذابح السَّابقة في وحشيَّتها وقبحها، كما أنَّ خَمسين من المسلمين قُتِلوا في حوادث أُخْرى خلال شهرَيْن، وفي هذا الوقْت بلغ عددُ اللاجئين الَّذين لجؤوا إلى المخيَّمات بصفة مؤقَّتة 250000 لاجئ.
 عاد الهندوس من جديد لاستفزاز المسلمين بمملكة "سيلان"، والتي تعرف الآن بـ"سريلانكا"، حيث أقدم مجموعة من متطرفيهم على هدم مسجد في قرية "كالّيانكادو" ...
الثالث والعشرون من أكتوبر عام 1990م:
أجبر الإرهابيون جَميع المسلمين الذين يعيشون في الجزء الشمالي لجزيرة سريلانكا، والتي تقع فيها المدن التالية: جفنا، ومنار، وكلنجي، و"وونيا"، أجبرهم الإرهابيُّون على إخلاء مساكنهم وبيوتِهم، أو يواجهون الموت، الأمر الذي أثار دهشة المسلمين وقلقَهُم بشدَّة، فطالب المسلِمون الإرهابيِّين بإعادة النَّظر في ذلك الأمر القاسي، أمر إخراجِهم من منازلِهِم ومن مقاطعاتِهم؛ ولكن الإرهابيِّين رفضوا الاستِجابة للمطالبة وضربوا المُطالبين بها، وفي الوقْت نفسِه نهبوا بيوت المسلمين واغتصبوا جَميع مُمتلكاتِهم من المجوْهرات والأموال وغيرها من الأشياء القيِّمة، وكل هذا حدث بقوَّة السِّلاح والقهْر.
ومعظم المسلمين هربوا من بيوتِهم عن طريق الزَّوارق الصغيرة ووصلوا إلى مقاطعة "بوتالم، وكلبتى"، حيثُ يسكن فيها أكثريَّة مسلِمة، وبعضهم اضطرُّوا إلى قطْع وعبور غابات كثيفة الأشجار مشيًا على الأقدام لأميالٍ كثيرة، فارِّين بأنفسهم ومغامرين بأرْواحهم، حتَّى وصلوا في النهاية إلى بعض المناطق التي يعيش فيها المسلِمون موزَّعين هنا وهناك، مثل مدينة مدواجي، هروبتانا، جمبر غواو، وغيرها من المستوْطنات في مقاطعة "إنرادفر".
كما أنَّ آلاف المسلِمين الَّذين تركوا بيوتَهم في المقاطعة الشَّماليَّة اضطرُّوا إلى السُّكْنى في مباني المدارِس الحكوميَّة، الَّتي كانت قد عطلت آنذاك، ثمَّ لمَّا فتحت المدارِس للفصْل الدِّراسي الجديد حوِّل هؤلاء اللاجئون إلى السَّكن في أكواخ مؤقَّتة، بالقرب من القرية التي يحتمل أن يسكن فيها أولئك اللاجئون فيما بعد، وسمِّيت هذه المجموعة من الأكواخ بـ "مخيَّمات اللاجئين المسلمين".
12/1/1991 قتل المتمرِّدون التاميل عشرةً من المسلمين الأبْرياء في قرية "فتول" بالمنطقة الشرقية.
23/3/1991 قتلوا ثمانيةً من المسلمين في مدينة "أكريفت" بالمنطقة الشرقية.
6/4/1991 قتل أحد عشر مسلمًا في مدينة "ترنكومالي" بالمنطقة الشرقية أيضًا.
7/7/1991 هاجم المتمرِّدون قرية "توفور" وقتلوا ستة عشر مسلمًا بتقطيعهم إربًا إربًا، كما أنَّهم قتلوا في نفس اليوم أيضًا عشرة من المسلمين الأبْرياء في قرية "مادوفل".
1/9/1991 قتلوا 8 من المسلمين في مدينة "كاتان كودي" للمرَّة الثَّانية.
18/9/1991 دخل المتمرِّدون قرية "نليكاد دالا"، ورموا بالبندقية اثني عشر مسلمًا قتلوهم.
9/4/1992 قتل 28 شخصًا معظمهم من المسلمين، وجرح أكثر من 35 شخصًا بانفجار قنبلة زرعها المجْرِمون النمر في حافلة.
29/4/1992 دخل المتمرِّدون وعددهم يتراوَح ما بين 75 - 100 قريةَ "النج فوتانا"، وهجموا على جَميع أهْلِ القرْية، وأحرقوا ثمانية بيوت، ونَهبوا 20 بيتًا، وأربعة دكاكين، ثم قتلوا 61 رجلاً من المسلمين، وجرَحوا 26 آخرين.
21/ 7/ 1992 قتل 10 أشخاص من المسلمين في قرية "شتاند".
30/8/1992 زرع المجرمون لغمًا قتلوا به 9 من المسلمين في مدينة "ترنكومالي".
1/9/1992 قتلوا 22 من المسلمين في مدينة "ساينتامروثو"، بانفجار قنبلة زرعها النمر التاميل في السوق، وحدث هذا في الساعة العاشرة صباحًا.
10/9/1992 قتل أيضًا 8 من المسلمين في مدينة "ترنكومالي".
15/10/1992 أغار المتمرِّدون وقْت السَّحر على أربعة من قرى المسلمين المجاوِرة لمدينة "فولاناروز"، وأحْرقوا معظم البيوت، وقتلوا أكثر من 100 من المسْلِمين، من الرِّجال والنساء والولدان، ضرب بعضهم حتَّى الموت، وذبح بعضهم البعض الآخَر بالسَّكاكين المسمومة، كما قتل البعض بالرصاص، وتعرَّض البعض للتَّمثيل، وأُصيب بِهذه الكارثة 106 أشْخاص، وترمَّل 69 من النِّساء، كما أنَّ أكثر من مائة طفل صاروا أيتامًا، وهذه هي أبْشع حملة ضدَّ المسلمين في تاريخ هذه الجزيرة.
وقد اضطرَّ جَميع من بقي منهُم إلى ترْك بيوتِهم وأموالِهم، والهِجْرة إلى بعض القُرى المجاورة، وهم الآن في المخيَّمات يأكلون ويشْربون ممَّا يصل إليهم من مساعدات من إخوانِهم المسلمين، والمساعدات المتحصِّلة من الحكومة من أرز وغيره، تسدُّ بعض الحوائج الضروريَّة للحياة.
مظاهرة احتجاجية في لندن ضد اضطهاد مسلمي سريلانكا
المشاكل التي يواجِهُها اللاجئون المسلمون هي:
• إجلاء المسلمين عن منازِلِهم ومقاطعاتِهم التي كانوا يسكنون فيها، وبالتالي حرمانهم من مصادر الثَّروة التي كانوا يمتلكونها ويديرونها، وإخراجهم من البيئة الاجتماعيَّة والثقافيَّة التي عاشوا فيها مدَّة من الزمن، أثار كل هذا دهشة اللاجئين، وسبَّبت لهم صدماتٍ نفسيَّةً، كما ترك ذلك أثره السيئ في قلوب بعض اللاجئين، حتَّى أصبح البعض منهم لا يكاد ينجو ويتخلَّص من تلك الصدمات النفسيَّة حتى الآن.
صورة ارشيفية
• مشكلة الغذاء:
هرب اللاجئون المسلمون من بيوتِهم تاركين وراءَهم كلَّ أموالِهم وممتلكاتهم النفيسة؛ لذا فلا يوجد هناك أي مصدر يقوم بتمويل معيشتِهم وحاجيَّاتهم الأُخرى، والحال أنَّهم الآن في بيئة مجهولة لديْهِم، ومشروع مساعدة اللاجئين هؤلاء بمؤونة مجَّانيَّة كلَّ أسبوعين، والتي تبلغ قيمتُها ستَّمائة روبية سريلانكيَّة لكلِّ أُسرة يبلغ عددُ أفرادها خمسة أو ستة أشخاص، هذا المشْروع التَّمويني الذي تبنَّته وطبَّقته الحكومة غير وافٍ بِحاجيات اللاجئين المتعدِّدة.
صورة ارشيفية
• مشكلة أغذية الأطْفال الصغار:
الأطفال الصِّغار يعانون بشدَّة من نقْص الأغذية التي تناسب مراحل نموِّهم.
صورة ارشيفية
• عدم توافر الأموال "النقود" للحاجيات الضَّروريَّة:
عُلِم من خلال المعاملة مع اللاجئين أنَّهم يبيعون تلك المؤونة المجَّانيَّة الَّتي تقدِّمُها لهم الحكومة، يبيعونَها مقابل نقود يَحتاجون إليْها لتغطية حاجاتِهم الضَّروريَّة، من شراء الأدْوية لمعالجة المرضى.
صورة ارشيفية
• مشكلة التعليم:
يعاني اللاجئون بشدَّة من مشكلة البحث عن مدارس حكوميَّة، تُتيح لأبنائِهم وبناتِهم فُرَص الالتِحاق بها، وبالتَّالي تزويدهم بالتَّعليم المجَّاني والأدوات المدرسيَّة.
صورة ارشيفية
• مشاكل العيش في مخيَّمات اللاجئين:
العيش في بيئة "مخيَّمات اللاجئين" هو مأساة بمعنى الكلمة، ومعظم المخيَّمات تقع إمَّا في مناطق رمليَّة مثل "كلبتي"، أو في مناطق سبخة، مثل شمال "بوتالم"، و "إنرادفر"، و "كرناجل"، وكل هذه المناطق بعيدة كل البُعْد عن الشَّوارع الرئيسة، كما أنَّ إسكان الكثير من اللاجئين في منطقة ضيِّقة محاطة بأكواخ متجاوِرة بعضها جنب بعض - سبَّب كثيرًا من المشاكل في حياة اللاجئين، من النَّاحية الاجتِماعيَّة والصحِّيَّة، كما أدَّى ويؤدِّي ذلك إلى شبوب النيران في المخيَّمات.
صورة ارشيفية
وهذه الأكْواخ صغيرة جدًّا، بمعدَّل 12 طولاً، وعشرة عرضًا، هذا المعدَّل من الأكواخ يجِب أن يتَّسع لخمسة أشْخاص، إضافةً إلى إفْساح المجال لإعداد الطَّعام والنَّوم وغير ذلك من اللَّوازم، كما أنَّه لا يُوجد هناك أي من التَّسهيلات الكهربائيَّة ولا الفرش، ولا الحصائر لفرْش الأماكن التي ينام فيها اللاجئون.
صورة ارشيفية
• بناء على أنَّ هذه المخيَّمات - والَّتي هي عبارة عن أكْواخ صغيرة - تقع في بيئة غير صحِّيَّة، وبعيدة عن الشَّوارع العامَّة؛ فإنَّه لا يوجد فيها أيُّ سبب من أسباب الرَّاحة؛ مثل الكهرباء والماء، والنَّظافة والصحَّة وغيرها، فاللاجئون يعانون أشدَّ المعاناة من النَّاحية الصحِّيَّة، والبعوض يفقس في المياه الرَّاكدة حول المخيَّمات، الأمر الذي أدَّى إلى انتِشار الملاريا والحمَّى الدماغيَّة، كما أنَّ فضلات الإنسان في المخيمات زادت الطِّين بلَّة، وزاد الأمر سوءًا كما نتجت عن ذلك أمراض خطيرة؛ مثل الإسهالات والرَّمد والطفح الجلدي.
صورة ارشيفية
• وقوع المخيَّمات في المناطق المتخلِّفة:
كثيرٌ من المخيَّمات يقع بعيدًا جدًّا عن الشَّوارع العامَّة، وعن مراكز الخدمات الأساسيَّة، والمرافِق العامَّة، من مستشْفيات ومدارس، كما أنَّها بعيدةٌ عن الدَّوائر الحكوميَّة، التي تقوم بتوْزيع الأغذِية المجَّانيَّة للاَّجئين.
صورة ارشيفية
• قيام أصْحاب الإيجار بطرْد المستَأْجِرين ومشاكل الاستِئْجار:
اللاجئون الذين يستأْجِرون منازل وبيوتًا لإقامتِهم المؤقَّتة يُطْرَدون من قِبَل أصحاب تلك المنازل، كما يعاني اللاجِئون الَّذين يسكنون في منازل مستَأْجرة معاناةً شديدة من عدم توفُّر النُّقود الكافية، والتي يدْفعون بها أجرة الاستِئْجار.
صورة ارشيفية
المشكلة البيروقراطية:
يشكو اللاجئون شكاياتٍ متواليةً من قسْوة الإجراءات الَّتي تتَّخِذُها الحكومة تِجاه مساعداتِهم وإصْلاح أحوالِهم؛ ممَّا يتسبَّب في مشاكل غير ضروريَّة، ومصاعب شتَّى للاَّجئين المحرومين من كل أسباب الرَّاحة.
وكلُّ هذه الأسْباب - بِما فيها الإجْهاد والضَّغط العقْلي والخوْف الشَّديد المهلِك - ساهمتْ في إيجاد مشاكِل أخلاقيَّة وسيكولوجيَّة متعدِّدة بين الآلاف من اللاجِئِين، الَّذين أجبروا على العيش: اكتِظاظ وازدِحام، وفي حالات شبه لا إنسانيَّة.
ونظرًا لارتِفاع الأسْعار السَّريع في الوقْت الرَّاهن في نفقات المعيشة، وانْحطاط اقتِصاد المسلمين انحطاطًا سيِّئًا في كلِّ أرجاء الجزيرة، وقلَّة الخبراء العامِلِين في الحقْل التكنولوجي وفي الحقول الأخرى، الَّتي تتطلَّب مهارة فائقة وعمالاً ماهرين، بالنَّظر إلى كلِّ هذا؛ فإنَّ مستقبل المسلمين في سريلانكا يبدو معرَّضًا للأخطار الشَّديدة، ومحاطًا بالظَّلام من كل النَّواحي.
المصدر : http://www.awda-dawa.com/pages.php?ID=15160
إسم الموقع : مآساتنا و الحل عودة و دعوة: رابط الموقع : www.awda-dawa.com
صورة ارشيفية
تعزيزات أمنية في سريلانكا بعد هجوم متطرفين ضد مسلمين:
قامت وحدات من القوات الخاصة السريلانكية، الجمعة، بدوريات في إحدى ضواحي كولومبو بعدما قام مئات من البوذيين المتطرفين بتخريب وإحراق محل تجاري يملكه مسلمون، في عمل هو الأخير في سلسلة هجمات مماثلة.
وقالت الشرطة: إن ثلاثة أشخاص على الأقل جُرحوا عندما هاجمت مجموعة من السنهاليين الذين يشكلون أغلبية في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي، بالحجارة محلاً لبيع الملابس، قبل إحراقه، مساء الخميس.
وصرح متحدث باسم الشرطة، بوديكا سيريواردينا، «نشرنا وحدات إضافية من القوات الخاصة وشرطيين لحراسة المنطقة».
ولم تذكر السلطات دوافع الهجوم، لكن مصادر رسمية رأت أنه يندرج في إطار تحرك أطلقه بوذيون متطرفون من الأغلبية السنهالية ضد الأقلية المسلمة في سريلانكا.
ووقع الحادث، مساء الخميس، غداة إعلان الشرطة عن رقم هاتفي للمساعدة من أجل تلقي اتصالات من ضحايا أشخاص يشتبه بأنهم يقومون «بالتحريض على الكراهية الدينية أو العرقية».
وكان حشد كبير رشق بالحجارة في يناير متجرًا كبيرًا لبيع الملابس يملكه مسلمون، وخلال الشهر الجاري، أعلن رجال الدين المسلمون عن شطب عبارة «حلال» من المواد الغذائية باسم «السلام»، بعد حملة مقاطعة أطلقها متشددون بوذيون.
ويشكل البوذيون 70% من سكان سريلانكا، والمسلمون أقل من 10% من أصل عشرين مليون نسمة.
وشهدت الجزيرة نزاعًا دمويًا بين 1972 و2009 بين السكان التاميل ومعظمهم من الهندوس والأغلبية السنهالية البوذية، وأسفر هذا النزاع عن سقوط مائة ألف قتيل على الأقل. http://www.almasryalyoum.com